عزة السبيعي

الدول العظمى تعجز عن السيطرة على تدافع مشجعين في ملاعب صغيرة، كما حدث في ملعب شيفيلد في بريطانيا ليموت 100 مشجع، بينما تتعامل بلادنا مع أكثر من مليوني حاج من بيئات مختلفة

&


إذا تتبعت تاريخ الحوادث في الحج ستجدها كانت تحدث بشكل سنوي تقريباً حتى عام 2008 بعده توقفت تماماً حتى هذا العام، وأعني كل الحوادث سواء ما حدث بسبب طبيعي أو خطأ فردي أو جريمة تم إعدادها من الدولة المعروفة بجرائمها في الحج -إيران-. إن هذا التوقف في كل هذه السنوات ولا شك يدل على ارتفاع حقيقي في جودة الخدمة التي يتشرف بها السعوديون كل سنة وبإذن الله سيظلون يقدمونها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


لقد قضينا سبع سنوات دون حوادث مثل التي شهدناها قبل يومين فما الذي حدث؟ ولماذا الآن في هذا العام الذي قلمت السعودية فيه أظفار إيران في اليمن وتقف فيه السعودية وقفتها الحازمة مع سورية، لماذا تعود الكوارث للحج بطريقة تبدو فيها أسبابها بشكل إهمال من منظمي الحج السعوديين؟ وفي نفس الوقت يتقدم روحاني بحلم إيران ويطالب بنزع ثقة العالم الإسلامي في تنظيم الحج!
إذا راجعت المقابلات مع منفذي تفجيرات الحرم قبل أن تنالهم العدالة ستجد جملة اتفقوا عليها وهي أن التفجير سيؤدي إلى تشويه سمعة المملكة وقدرتها على إدارة الحرم! ما يدل حقيقة على أن ظهور روحاني يوم العيد بعد الفاجعة مرتب ومعد، مما يطرح السؤال: هل تطور الإرهاب الإيراني ليستغني عن القنابل والغازات ويستخدم خططا محكمة أكثر دهاء وخبثا؟
في الواقع إن التقارب مع روسيا والمعروف عنها قدرات ودهاء أجهزة مخابراتها، والذي نتج عنه داعش الجماعة الإرهابية التي قتلت من السنة أضعافا مضاعفة وهي تتشح بشعار السنة؛ يفتح الباب أمام كثير من الاحتمالات التي تفسر أن تحدث حادثتان في موسم واحد وبعد كل هذا الانقطاع ثم يتبعها هذا السيل الجارف من الاتهام بالإهمال والتجني على المملكة.


منذ اللحظة الأولى وحتى قبل أن نعرف المتسبب أو كيف حدث التدافع؛ برزت أقلام تلوم السعودية وتشجب طريقة التنظيم، وتطالب بما نوقن ونعرف أن السعودية تفعله مع كل حدث كبير كهذا، مما يثير الفضول كيف جمعت هذه المصيبة بينهم وبين روحاني رئيس إيران؟!
أحد الشعراء، وهو ناصر الحمادين رد على هؤلاء الذين يحميهم الجواز السعودي من التشرد والفقر والحاجة وينعم عليهم بالأمن والأمان بقدرة الله عز وجل ثم تتطاول ألسنتهم في كوارث قد تكون مدبرة من أعدائه ضده وضد قياداته ليقفوا في صف أعدائه، وهو في حالة استثنائية بسبب الحرب في اليمن.


ليست هذه مواطنة بل المواطنة أن تعترف بجهد بلادك وتعب رجالها وتنتظر البيان وحكم قيادتك التي لم تخذلك قبلا، فلم تظن أنها ستخذل الحجيج اليوم؟
إنك تظلم أكثر من 200 ألف سعودي تركوا كل شيء ليصلوا الليل بالنهار ليديروا الحج ويخدموا الحجيج فماذا فعلت أنت؟
الدول العظمى تعجز عن السيطرة على تدافع مشجعين في ملاعب صغيرة، كما حدث في ملعب شيفيلد في بريطانيا ليموت 100 مشجع، بينما تتعامل بلادك مع أكثر من مليوني حاج من بيئات وثقافات مختلفة ثم تأتي أنت وتلومها قبل حتى أن تنتهي التحقيقات ليقف قلمك مع قلم أعدائها!
إن ما تكتبه في مواقع التواصل هو شهادة، ولن يكون مشرفا أن تدعي حب السعودية وأنت تشهد في حدث لم تحضره وتكون شهادتك ضدها.
&