&&خالد أحمد الطراح&

وقعت إيران في ورطة سياسية لم تكن ضمن حساباتها، فالمزاعم الإيرانية بتعرّض سفارتها في اليمن لضربات سعودية لم تستطع إثباتها، لذا خلت رسالة إيران إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من أي برهان لهذه المزاعم.

ادعى وزير الخارجية الإيراني في رسالته بأن طهران ليس لديها «رغبة في التصعيد، وأنه يجب علينا أن نكون موحدين في وجه التهديدات التي يشكلها المتطرفون علينا جميعا»، بينما ممثل المرشد الإيراني في مشهد آية الله أحمد علي الهدى اعترض على وصف مهاجمي البعثات السعودية في إيران «بالمتطرفين أو منتهكي القانون»، معتبراً في ذات الوقت وجود البعثات العربية «وصمة عار»!

لكن، وأجزم هنا أن ممثل المرشد لا يعني طبعاً كل البعثات العربية، فثمة فرق مثلاً بين بعثة جزار سوريا الحليف لطهران، واي مكاتب أخرى «للمستضعفين» كحزب الله!

سجل إيران حافل بالتناقضات، سواء عسكرياً او سياسياً او دينياً، وليس من المفيد تكرارها، فيكفي أن هناك سجلاً موثقاً لدى مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.

الوزير ظريف عبر مقال له في «نيويورك تايمز» في يناير الجاري خيّر السعودية بين «اختيار مواصلة المتطرفين وتشجيع الكراهية الطائفية، او اختيار دور بناء من اجل الاستقرار الإقليمي»، متناسيا فصولاً من التناقضات الإيرانية وأعمال الفتنة و«الشريرة» في المنطقة العربية، فضلا عن اضطهاد إيران للأحواز وغيرهم.

إيران موجودة في سوريا لحماية نظام بشار، وموجودة في لبنان لدعم حزب الله، واليمن لحماية الحوثيين، وموجودة أيضا في العراق لحماية «المستضعفين»، مثلما أشعلت نار الفتنة في البحرين وشنت هجوماً ضد الرياض بسبب «نمر» الإرهابي الذي تدّعي طهران أنه رجل دين، بينما الحقيقة عكس ذلك، فليس للنمر سجل ديني سوى زرع الفتنة والتحريض على قلب نظام الحكم في السعودية.

كيف يمكن لنا أن نثق بإيران؟ وهي مصدر رئيسي للتوتر في المنطقة، علاوة على إصرارها على تصدير الثورة حسب مواد الدستور الإيراني!

طهران لم تتوقع ردة الفعل السعودي في قطع العلاقات، ولم تتوقع أيضاً ردود الفعل الأخرى، وتتوهم إذا كانت تعول على قوتها العسكرية، ولعل أفضل مثال القوة العسكرية الصدامية التي هزمتها الكويت بإرادة خليجية ودولية.