&فاتح عبدالسلام

لماذا هذا النفور العجيب في الجهاز السياسي الحكومي العراقي من التصريحات الامريكية حول مشاركة وشيكة للقوات الامريكية البرية في المعارك ضد تنظيم داعش ، حيث أثبتت جميع المعطيات أن الدعم الجوي الامريكي والدولي كان حاسماً في أي منجز ضد التنظيم بالعراق؟

ما الفرق بين قوات قتالية أمريكية لحراسة المستشارين المكلفين بواجباتهم في العراق باتفاق رسمي وبين قوات بأعداد أكبر من الممكن أن تصل وتنهي المهمة العسيرة ببضعة أيام. ؟ ألا تقاتل حمايات المستشارين اذا تعرضت لخطر في الميدان وتتحول الى قوات تواجه العدو الذي جاءت أساساً للقضاء عليه أو حسب المصطلح الغامض المرعب لطرده من العراق .

هل الخلاف القائم والتطير المفاجيء بسبب عدد القوات المرشحة للوصول أم بسبب موقف مبدئي يخص السيادة العراقية المصون المهددة بانتهاكات القوات الامريكية لعذريتها ؟. تلك السيادة التي لا تفض بكارتها طبعاً قوات مستشاري الحرس الثوري الايراني أو تفعل بعذر شرعي وتشريعي.

اذا كان المسؤولون العراقيون يريدون إسماع صوت رفضهم نشر القوات الامريكية الى الجانب الايراني فإنهم لا يدركون معنى أن الوضع تغير بين طهران وواشنطن

كما لا يدركون أن هناك أولويات ايرانية تتجاوز تشنيف الآذان لسمفونيات التواد والولاء والتراحم وردّ الجميل.. الشخصي والحزبي طبعاً. كما ان حرجهم في بغداد اليوم، لا محل له من الاعراب حول ازدواجية الموقف من القوات التركية قرب الموصل والقبول بقوات أمريكية. المسألة أكبر تتلخص في حل معضلة داعش أو لا .

القوات الامريكية ستنزل ومعها ثقل أوربي واسترالي وسيتم حسم المعركة ضد تنظيم داعش في غضون أشهر قليلة ،ولكن ليس لصالح المليشيات كما حصل احتلال العراق سابقاً لصالح ايران والأحزاب الطائفية، لأنه لا يزال هناك في واشنطن من يفهم الدرس جيداً ، حتى وإن بدا الرئيس أورباما في واد آخر غير ذي زرع وحصاد، وهو في شهوره الأخيرة. ذلك أن التفاهم الروسي الامريكي الاستراتيجي أكبر من من مشكلات اقليمية جزئية، وستمضي المشاريع كما مرسوم لها في دول تعرف ماذا ستفعل بعد خمسين سنة بتفصيل ممل، وليس في دولة لا يعرف حكامها إن كان الموظفون سيقبضون رواتبهم بعد شهر أو سيُقهرون جوعاً ،بعد أن قُهروا غربةً في وطنهم ،يعيشونها أو يموتون فيها.