يورجن هابرماس

لا ينبغي على ألمانيا أن تنحرف في اتجاه التيار اليميني المتطرف. أوقفوا تعميم اتهام المسلمين واللاجئين بالجرائم، لأنه بحسب مكتب مكافحة الجريمة الألماني فإن معدلات الجريمة بين اللاجئين ليست أكبر منها بين الألمان، ولا يخرق اللاجئون القانون أكثر من الألمان. لماذا نسمع دائما عن أحداث كولونيا، بينما قليلا ما سمعنا عن 924 اعتداء على اللاجئين؟
في الواقع، لم يغضب أحد بسبب الاعتداءات الجنسية الأخيرة وجرائم السرقة مثل مواطنينا المسلمين. المجرمون لا بد أن يتم ترحيلهم إذا استوفيت الأسباب القانونية لذلك. وفي الوقت نفسه على السياسيين والإعلاميين إيقاف تعميم اتهام اللاجئين والمسلمين والتحريض الواضح ضدهم.


طبقا لمكتب مكافحة الجريمة الألماني لن يواجه اللاجئون عقوبات أكثر من نظرائهم الألمان. وعموما نسبة الجرائم التي ارتكبت من قبل اللاجئين أقل من 1,. %. فعلى السياسيين والإعلاميين إيقاف النفخ المستمر كل يوم في أحداث كولونيا القذرة الأخيرة. يظن كثير من الناس أنه يوجد مئات من حالات الاغتصاب وليست 3 حالات، كما قال النائب العام، بجانب 381 بلاغا عن اعتداءات جنسية. كل ذلك بسبب تسابق الإعلام على تحقيق تغطية صحفية مثيرة... أعزائي الإعلاميين لتكن تقاريركم واضحة ومتوازنة وتوقفوا عن المبالغات.


لماذا قليلاً ما نسمع عن العقوبات على المجموعات التي تعتدي على المسلمين اللاجئين؟ يوجد غير اعتداءات كولونيا مثلا 924 اعتداء على مخيمات اللاجئين، معظمهم من اليمين الراديكالي. تخيلوا معي ماذا كان سيحدث لو اعتدى المسلمون على 924 منزلا من منازل الألمان في السنة الأخيرة؟
كذلك ينبغي ألا ينسى السياسيون والإعلاميون بسهولة أعمال القتل والحرق في التسعينات في عدة ولايات ألمانية، والتي جرح فيها عشرات اللاجئين. وكذلك الصيدلية المصرية المسلمة الحامل مروة الشربيني التي طعنت 16 طعنة حتى الموت في قاعة المحكمة أمام أعين القضاة.... إلخ
وما زال اليمين المتطرف يسعى إلى الاعتداء على الأجانب. ولفترة طويلة لم تكن الشابات المسلمات يستطعن المشي في الظلام في شوارع ألمانيا. المسلمون الذين يعيشون بيننا في خطر حقيقي. هذه هي الحقيقة في ألمانيا.

عنصرية القرون الوسطى عادت من جديد. ينبغي أن يتوقف الجهلة عن التعميم ضد المسلمين. وفي الدول الحديثة لا توجد قوانين خاصة لطائفة معينة أو قبيلة، وكذلك لا توجد عقوبات جماعية يطبقها المرء على المجتمع كله كما فعل الفرنسيون مع الألمان بعد الحرب العالمية الثانية.


طبقا لإعلان جنيف لحقوق الإنسان الفقرة الـ33 الجزء الرابع تقول: لن يدان أحد بجريمة لم يرتكبها هو بشكل شخصي. ينبغي أن يتذكر ذلك المحرضون ضد المسلمين ويوقفوا خيار الهجوم على المسلمين والأجانب.


لا نريد ساسة مثل ترامب ولوبان. ما أخشاه حقا أن يستغل السياسيون أحداث كولونيا والهجمات الإرهابية للإضرار بحقوق المواطنة، وتنحرف بلادنا نحو تيار يميني متشدد. المكان الأفضل لألمانيا في المنتصف بعيدا عن الكراهية والعنصرية واليمينيين. أحيانا أخاف أن نفقد البوصلة الأخلاقية لمجتمعنا.