جريجوري ماير ونيل شيبارد من نيويورك

&

حيث إن خام برنت وخام غرب تكساس المتوسط قريبان من التكافؤ، فإن الشحنات الجديدة تحفز ابتداع استراتيجيات خلاقة.

&

وصلت ناقلتان تحملان النفط الأمريكي إلى أوروبا الأسبوع الماضي، وهي الشحنات الأولى التي سمح بها منذ ألغت واشنطن حظرا منذ عقود على صادرات النفط الخام. وهناك سفينتان غيرهما، اثنتان من السفن الأخرى تعبران الأطلنطي في الوقت الحاضر، هناك سؤال لدى مراقبي سوق النفط: لماذا؟&

تكاليف الخام الأمريكي القياسي هي بقدر تكاليف ضخ خام برنت من بحر الشمال. سيكون أرخص بالنسبة لمصفاة تكرير أوروبية الشراء من ساحتها الخلفية - من الجزائر مثلا - من أن تدفع لنقل النفط على طول الطريق من ولاية تكساس.

&

غير أن الباخرتين أنجليكا شولت ومينيرفا أسترا تبحران نحو فرنسا وإيطاليا حاملتين ما مجموعه 1.2 مليون برميل على متنهما، وفقا لوكالة كليبر داتا.&

برز واقع جديد منذ أن وقع باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة، قانونا يسمح بصادرات غير مقيدة الشهر الماضي. التدفقات، على تواضعها، توحي بأن التجار يجدون طرقا للربح، حتى مع بقاء الولايات المتحدة واحدة من أكبر مستوردي النفط الخام.

&

بعض أصناف النفط في الولايات المتحدة قد تكون جذابة في بعض الأسواق، أو جعلت جذابة عن طريق المزج أو غيرها من الاستراتيجيات.

&

قلة هم الذين يتوقعون طوفانا من النفط الأمريكي. غرب تكساس الوسيط، المؤشر القياسي الأمريكي، تم تداوله عند 31.30 دولار للبرميل، مع تداول برنت العالمي عند 31.28 دولار.

&يقول توماس رامزي، المدير التنفيذي لمحطات سنتوريون في ولاية تكساس وأحد كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين في "فيتول"، أكبر دار مستقلة لتجارة النفط: "إذا نظرتم إلى فرق السعر بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، فإن المنحنى يطلب من السوق أن تحتفظ بالخام الخفيف الحلو على المستوى المحلي".&

الأسبوع الماضي وصفت الوكالة الدولية للطاقة أول شحنة أمريكية بـ "الرمزية إلى حد كبير"، وحذرت من أن "توقعات الصادرات عبر الأطلنطي من النفط الخام الأمريكي على نطاق واسع هي توقعات ضئيلة" إلى أن يهبط فرق السعر بين الخام على الساحل الأمريكي على خليج المكسيك إلى 2.60 دولار للبرميل مقابل خام برنت".

&شركات الطاقة تهيئ مواقعها للتعامل مع الصادرات إلى ما وراء كندا.&

نوستار للطاقة، وهي شركة خط أنابيب وصهاريج النفط، تقوم ببناء الحوض الرابع للسماح لها بتصدير المزيد من الخام من النفط الصخري في إيجل فورد في ولاية تكساس. ويمكن لخط أنابيب بلينز أول أميريكان، شركة خدمات لوجستية أخرى، تحميل النفط الخام للتصدير إلى محطات في ولاية تكساس ولويزيانا.&

وقال ويلي شيانج، كبير مديري العمليات في بلينز متحدثا للمستثمرين في منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري: "إذا كنت تفكر إلى الأمام خمس سنوات، وكنت تؤمن بالنمو في الولايات المتحدة، فلا بد للبراميل أن تذهب إلى مكان ما".

&سوق المشتقات النفطية تقوم بالتكيف مع رفع مجموعة بورصة شيكاغو، المشغلة للصرف، الستار عن العقود المستقبلية على أساس سعر خام غرب تكساس الوسيط الذي يتم تسليمه في هيوستن، كبديل لأوكلاهوما غير الساحلية.

&في بعض الحالات، مزيد من الصادرات قد يكون له معنى. يمكن لشركات التكرير الأوروبية شراء النفط الخام "المزيج الصحراوي" من الجزائر أو خام بوني الخفيف من نيجيريا للحصول على تخفيضات تبلغ دولارا أو أكثر، للحصول على نفط بمستوى جودة خام غرب تكساس الوسيط الذي يتم تصديره من هيوستن، كما يقول جون ديموبولوس، مدير أول للأسواق في آرجس ميديا.&

ويضيف: "الاقتصادات في آسيا والمحيط الهادئ تبدو أفضل كثيرا، التكرير في كوريا لن يؤدي إلا إلى دفع مبلغ إضافي 25 سنتا للبرميل لشراء خام غرب تكساس الوسيط بدلا من، الخام الفيتنامي المماثل مثلاً، وبالنسبة لبعض المصافي الصفات الخاصة لبرميل خام غرب تكساس الوسيط، قد تجعل من عملية شرائه أفضل من الفيتنامي".&

ذكرت وكالة رويترز في الأسبوع الماضي، أن شركة ساينوبك الصينية اشترت شحنة من الخام الأمريكي للتصدير من ساحل الخليج الأمريكي في آذار (مارس) الماضي. ارتفعت واردات الولايات المتحدة إلى ثمانية ملايين برميل يوميا مع تباطؤ الناتج المحلي. وقد نشطت شحنات من روسيا إلى مصافي على ساحل الخليج في الولايات المتحدة. الواردات من غرب إفريقيا، التي كانت قد انهارت خلال فترة ازدهار النفط الصخري، آخذة في الانتعاش.&

يرى التجار طرقا أخرى للاستفادة من الصادرات الأمريكية. شركة فيتول، التي التقطت أول شحنة لها بعد الحظر لأخذها إلى مصفاتها في سويسرا، يبدو أنها جعلت المراجحة تنجح.&

استغرقت السفينة ثيو تي ثلاثة أسابيع للإبحار من تكساس إلى ميناء فوس الفرنسي - وهي رحلة تستطيع إنجازها في العادة خلال 10 أيام. ما يسمى بالإبحار البطيء يوفر الوفود ويسمح للتجار بالاستفادة حين تكون الأسعار أعلى على التسليم المتأخر، وهو هيكل سوقي يدعى "سعر تأجيل الوفاء".

&توقفت السفينة ثيو تي في استراحة قصيرة، في مرفأ لنقل الشحنة من سفينة لأخرى في جبل طارق، ما أدى إلى تكهنات بأن الخام الذي تحمله هو خليط. وقد امتنعت شركة فيتول عن التعليق. قال أحد المتداولين ومقره لندن: "هناك دائما طرق لتكون مبتكرا".

FINANCIAL TIMES

&