سعد الياس&

& إذا كان المشهد السياسي في الاسبوع الفائت في لبنان تصعيدياً فإن المشهد قبل أيام تحوّل إلى تبريدي عبّرت عنه أكثر من محطة أبرزها مقابلة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي فتح قنوات في كل المجالات ثم بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي وإن تبنّى موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي برفض سلّة الشروط فهو لم يصوّب على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بادل بكركي التحية فأوفد معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل إلى الصرح البطريركي لتبديد الغيمة التي تلبّدت في سماء الطرفين وكادت تعكّر العلاقات على خلفية السلّة التي تمسك بها رئيس المجلس.

هذه التهدئة الداخلية إنعكست لمّاً للشمل في مجلس الوزراء نتيجة نصف مشاركة عونية لوزير التربية الياس بو صعب ووزير الطاشناق أرتيور نظريان وانتاجية في الجلسة من خلال تعيينات أعادت التفاؤل إلى مؤسسات الدولة بعد تعطيل أكثر من جلسة وقرارات بدعم مزارعي التفاح والقمح.

وتأتي هذه الأجواء الايجابية منذ أن بدأ الرئيس سعد الحريري حركته السياسية التي تمهّد لامكانية ترشيح العماد ميشال عون من دون تعني هذه الأجواء المستجدة ان باب العبور إلى قصر بعبدا فُتح أمام عون الذي عليه أن يجتاز عدة مطبّات أبرزها مطبّ عين التينة والمختارة وتبديد هواجس تيار المستقبل ومنح الضمانات اللازمة حول بعض الملفات وخصوصاً لجهة الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف وكيفية التعاطي مع سلاح حزب الله وقتاله في سوريا.

وحول التبدل في السلوك العوني تذكر أوساط التيار الوطني الحر «أن التيار قدّم مرة جديدة بادرة حسن نية، فشارك جزئياً في مجلس الوزراء حيث تبين أن مقاطعته الجلسة الماضية أثمرت اليوم… فعادت الحكومة إلى العمل بدل الشلل، وإلى التشغيل بدل التعطيل ولو على خط واحد وبعين واحدة، فتم تعيين المراكز الشيعية المطلوبة من أصحابها وتم تعيين المركز الدرزي المطلوب في رئاسة أركان الجيش وظلت المراكز الأخرى شاغرة ليتأكد مرة أخرى، أن الميثاقية هي الحصانة الوحيدة للوطن والدولة والحكم، وأنها لا تصطلح إلا برأس الهرم، وبرئيس ميثاقي».

وفي انتظار جلسة 31 تشرين الاول/اكتوبر فإن التيار الوطني الحر على موعد نهاية الاسبوع المقبل مع التحرك الشعبي في ذكرى اجتياح القوات السورية قصر بعبدا ووزارة الدفاع في 13 تشرين الاول/اكتوبر 1990.

لكن يبدو أن التعبئة لهذا التحرك تراجعت نسبياً بعد ملامح التسوية التي بدأت تظهر حول عون الذي يحاول سحب فتائل كل ما يمكن أن يثير التوتر مع الأطراف السياسية لعدم التشويش على احتمال التوافق على شخصه رئيساً، وهذا ما يؤشر إلى كيفية تعاطيه مع أي جلسة تشريعية يعتزم الرئيس بري الدعوة إليها بعد بدء العقد العادي الثاني أول يوم ثلاثاء بعد 15 تشرين الاول/اكتوبر حيث كان يستعد عون مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للنزول إلى الشارع في حال لم يكن قانون الانتخاب على رأس جدول أعمال هذه الجلسة.

ويأمل أنصار عون ألا تمر ذكرى 13 تشرين الاول/اكتوبر إلا ويكون الجنرال عون قد إنتخب رئيساً أو تأكد انتخابه فتتحقق بذلك أمنياتهم بأن يعود عون إلى بعبدا في اليوم ذاته الذي خرج فيه، ويجري توزيع المعمول فرحاً في بكركي بانتخاب الرئيس بعد توزيع كعك العباس في عين التينة.

&