كارثة تهدد بإغلاق الصحف المصرية وتسريح العاملين فيها… وقناة «دريم» تهدد بالتوجه لدول المغرب العربي
حسنين كروم
لا قضية عامة تشغل بال الغالبية الساحقة من المصريين لتؤكد استمرار كراهيتها للسياسة والسياسيين، فرغم استمرار الصحف المصرية في ابداء الإهتمام بالفيلم الوثائقي لقناة «الجزيرة» ومهاجمتها هي وقطر ونشر تحقيقات واسعة عن الجيش المصري، فإنه لا يزال يثير التعجب، خاصة وأن من شاهدوه كانوا قلة وأن ما حدث هو دعاية له، وكان الأفضل تجاهل الأمر، بينما اهتم العديد بتطورات العلاقات بين مصر والسعودية، وخصصت مجلة «المصور» أمس دراسات ومقالات عدة عن الخلاف بين الدولتين غلبت عليها الرغبة في إصلاح ما يبدو أنه سوء تفاهم، وأما عشرات الملايين من الذين يعانون أمراض السكر والضغط والقلب فقد واصلوا الاهتمام بإعلانات وزارة الصحة بأنها في سبيلها لتوفير كل أدوية هذه الأمراض في الأسواق.
لكن زميلتنا الرسامة الجميلة في «الأهالي» سحر أخبرتنا أنها كانت أمس في زيارة للمقابر فسمعت وشاهدت معجزة. سمعت والعهدة عليها، ميتا يقول من داخل قبره لزميله في قبر آخر عن أزمة الدواء:
ده احنا في نعمة. فرد عليه الثاني: إي والله.
أما أصحاب مزارع الدواجن، والتي يعمل فيها خمسة ملايين واستثمار بمليارات الجنيهات فقد عبروا عن غضبهم من قرار رئيس الوزراء شريف اسماعيل الغاء الجمارك على الدواجن المستوردة من الخارج حتى شهر مايو/آيار من العام المقبل، وخصص زميلنا وزوج ابنه شقيقتي جابر القرموطي في حلقته مساء الثلاثاء على قناة العاصمة لمناقشة هذه المشكلة. وقال إنه كان على رئيس الوزراء أن يجتمع مع المسؤولين عن مزارع الدواجن قبل إصدار هذا القرار، بينما اهتم سكان محافظات الاسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغردقة باضطراب الطقس وسقوط الأمطار والخوف من تجدد الكوارث، التي تعرضوا لها سابقا. أما أنصار جمعيات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان فتابعوا موافقة مجلس النواب على القانون الجديد الذي أعده واعترضوا عليه، بينما أكد وزير الداخلية أن الوزارة تتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان ليقوم المجلس بتنظيم دورات تدريبية للضباط في مجال حقوق الإنسان، في الوقت الذي تعرضت فيه أكاديمية الشرطة إلى انتقادات حادة من أعضاء مجلس النواب عن محافظة «الوادي الجديد» بأنها قبلت وساطات بعض أعضاء المجلس من محافظات أخرى لقبول أبنائها في الأكاديمية، بينما رفضت وساطات الوادي الجديد، ويتابع أخرون ما سيحدث اليوم الخميس من الاستجابة أو الرفض لطلب جمعية حماية المستهلك الامتناع عن الشراء في هذا اليوم، ودعوات أخرى طالب أصحابها الشعب بالامتناع عن شراء حلوى المولد بسبب ارتفاع أسعارها. وتابع سياسيون سفر وزير الخارجية المصرية سامح شكري إلى أمريكا لبحث مستقبل العلاقات المصرية ـ الأمريكية بعد فوز ترامب والتأكد من استمرار المساعدات العسكرية لمصر، أما المهتمين بقضية العلاقات بين مصر وأثيوبيا فتابعوا باهتمام استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس اريتريا اسياسي أفورقي وتأكيده أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وذلك في رسالة طمأنة لأثيوبيا، وهي رد غير مباشر على بعض الأوساط، التي اتهمت مصر بتشجيع مظاهرات قومية الأورمو ضد النظام، وأن استقباله رئيس اريتريا لا يعني الإنحياز إليها ضد أثيوبيا. والمعروف أنه خلال زمن حكم الإمبراطور هيلاسياس للحبشة اندلعت ثورة في اريتريا، التي كانت أثيوبيا احتلتها ومعظم سكانها مسلمون، وقاد الثورة أفورقي حتى استقلت بعد الإطاحة بهيلاسياس، وحرمت أثيوبيا بذلك من أن يكون لها منفذ على البحر الأحمر، وظهرت دعوات في اريتريا لانضمامها إلى جامعة الدول العربية، لكنها لم تتم، بل وأقام أفورقي علاقات قوية مع إسرائيل، خاصة بعد أن أصيب بمرض في دماغه وتم نقله إليها للعلاج فيها. وإلى ما عندنا:
«المصور»: في ذكرى عرفات.. كيف حولوا
الصراع من عربي إسرائيلي الى عربي عربي
ونبدأ بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي خصصت له مجلة «المصور» ملحقا من ست وسبعين صفحة مع عددها الأسبوعي أمس بمناسبة ذكرى مرور أثني عشر عاما على رحيله في الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2004. وأشرفت على إعداده زميلتنا الجميلة نجوان عبد اللطيف والمحرر العام للملحق زميلنا عادل عبد الصمد وقدمت نجوان للملحق بكلمة عنوانها «القضية الفلسطينية الحاضر الغائب في الوجدان العربي»: «القضية الفلسطينية هي الحاضر الغائب في الوجدان العربي حتى وإن غابت عن المشهد السياسي بسبب أحداث جلل عاشتها وما زالت تعانيها أمتنا العربية تارة في العراق وأخرى في ليبيا وثالثة في سوريا ورابعة في اليمن وتبقى القضية الفلسطينية هي الجرح القديم الحديث وهي مفتاح كل ما يجري على الأرض العربية، ليس مصادفة أن يتم تحويل الصراع بين العرب وإسرائيل ليصبح عربيا -عربيا أو عربيا – إيرانيا صراعا طائفيا دينيا، وليس صراعا على الأرض، والحق التاريخي. من هنا كان اهتمامنا في مجلة «المصور» بالذكرى الـ 12 لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، التي تأتي في هذا الشهر، هو الزعيم الثائر الذي تمثل حياته جزءا من تاريخ النضال الفلسطيني لا يستطيع أحد أن ينكره مهما اختلفنا أو اتفقنا معه أن نعيد التذكيرة بقضية أمتنا العربية الأولى، أن نلفت الأنظار إلى أن صراعنا مع إسرائيل ما زال مستمرا، لأن الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه المشروعة، رغم كل التنازلات التي قدمها هو والعرب جميعهم من أجل السلام المزعوم. ياسر عرفات زعيم حركة فتح كبرى الحركات والفصائل الفلسطينية، الذي اغتاله العدو الاسرائيلي. تأتي ذكراه هذا العام بينما يحتفل الفلسطينيون بافتتاح متحفه بجوار المكان الذي كان يرقد فيه جثمانه وفي المكان الذي حاصره فيه الاسرائيليون في سنوات حياته الأخيرة، والذي تمت فيه عملية اغتياله. ومرة أخرى يعيد الرئيس أبو مازن الحديث عن مقتل عرفات، ويقول إنه يعرف من قتله، ولكنه في انتظار نتائج التحقيق الفلسطيني، التي ستعلن خلال أيام. نعم مات عرفات شهيدا، كما أراد وقال إنهم يريدونني أسيرا أو طريدا… وأقول لهم بل شهيدا شهيدا شهيدا. ونحن نستعيد في هذه الصفحات ذكرى عرفات خاصة، وتراث مجلة «المصور» يزخر بالكثير من الحوارات والندوات مع الزعيم الثائر، والذي قام بزيارة «دار الهلال» مرات عدة، وكانت علاقته ممتدة بكتابها وصحافييها ورؤساء تحريرها. هذه الحوارات واللقاءات هي توثيق للكثير من الأحداث والوقائع التي تمثل تطور القضية الفلسطينية ومراحل الصعود والهبوط لنضال الشعب الفلسطيني، الذي يمثله «الختيار» أبو عمار».
«روز اليوسف»: أبو عمار الرمز والأسطورة
كما كتب زميلنا وصديقنا الشاعر في جريدة «روز اليوسف» محمد بغدادي مقالا عنوانه «أبو عمار الرمز والاسطورة» قال فيه: «ماذا تريد؟ سيادة فوق الرماد؟ وأنت سيد روحنا يا سيد الكينونة المتحولة فاذهب فليس لك المكان ولا العروش/المزبلة حرية التكوين أنت وأنت عكس المرحلة فاذهب فقيراً كالصلاة وحافياً كالنهر في درب الحصى ومؤجلاً كقرنفلة بهذه الأبيات اختتم محمود درويش رائعته «مديح الظل العالي»، مشيعاً «أبو عمار» وهو يرتقي درجات سفينة الخروج الأول من بيروت 1982 ومعه ما تبقى من رجال المقاومة وما تبقى من رفاق الثورة الفلسطينية الأوائل بعد اجتياح لبنان وحصار بيروت، الذي دام أكثر من مئة يوم انهارت فيها كل بنايات بيروت الجميلة من دون أن تنهار إرادة الحياة والمقاومة عند «أبو عمار» ورفاقه، ومن دون أن ينال أرييل شارون مهندس الاجتياح مأربه من غريمه التاريخي «أبو عمار» خرج ياسر عرفات سالماً بينما وقف شارون يبتسم لمئات المراسلين والصحافيين في ميناء بيروت والباخرة التي تحمل عرفات تبتعد في البحر ليعلن أمام عدسات المصورين بأنه «تم القضاء نهائياً على البنية التحتية لمنظمة التحرير، وأن عرفات يركب البحر إلى قبره» وعلى سطح السفينة المبحرة إلى المجهول ابتسم «أبو عمار» لرفاقه، وقال من دون أن يفارقه تفاؤله ويقينه بالنصر «الضربة التي لا تصيب الرأس تقوي الجسد» إنني ذاهب إلى فلسطين وبعد اثنين وعشرين عاما يخرج «أبو عمار» مرة أخرى من تحت حصار أرييل شارون من مقره الرئاسي للسلطة الفلسطينية في رام الله، متجهاً إلى باريس في رحلة للعلاج ترافقه الدعوات بالشفاء وفي صحبته ضمانات دولية عدة بعودته لمقره الرئاسي بعد تماثله للشفاء، وما بين الخروج من بيروت والخروج من رام الله رحلة طويلة من الأحداث والكفاح والنضال قطعها «أبو عمار» من دون كلل أو ملل واصل فيها العمل الدائم ليلاً ونهاراً، متنقلاً بين عواصم العالم وبلدانها ملتقياً بكل ملوك ورؤساء الدول من أجل قضية الشعب الفلسطيني الواضحة وضوح الشمس، منتظراً عدالة السماء وعدالة الأرض معاً، إنها رحلة طويلة قطعها الزعيم الفلسطيني، الذي تحول إلى رمز ثم إلى أسطورة إنها رحلة شاقة ومضنية وزاخرة بالأسرار والغموض والهزيمة والانتصار والصعود والانكسار والإثارة حتى الموت، ولكن هذه الرحلة لم تبدأ بالخروج من بيروت وانتهت بالخروج من رام الله، كانت عيون الفلسطينيين ترى لكنها تكاد لا تصدق أن ياسر عرفات الزعيم والقائد والأب والمناضل الصلب والثائر التاريخي يمكن أن يبدو بهذا الوهن بل ولا يريدون أن يصدقوا أنه يمكن أن يمرض. اعتادوا عليه أن يكون «سيد النجاة»، كما أطلق عليه الشاعر محمود درويش، نجا من عشرات محاولات الاغتيال والقصف ومن حوادث سقوط الطائرة وتدهور السيارات ولم يضعف يوما أمام أي ضغط أو حصار أو استهداف لكنه أقعده المرض الغامض، حيث تحوم الشكوك حول تسميمه وتتباين التقارير التي يسمعها الناس في انتظار النتيجة النهائية للجنة تقصي الحقائق حول مرضه ثم وفاته في باريس».
مستقبل حركة فتح بين أبو مازن وناصر القدوة
ومن ياسر عرفات إلى خليفته محمود عباس «أبو مازن»، الذي قال عنه أمس في «الأهرام» زميلنا وصديقنا مكرم محمد أحمد في عموده اليومي « نقطة نور»: «يرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يكون في حالة خصام أو عتاب مع مصر، وينفي على نحو شبه مطلق أن تكون هناك أسباب تسوغ هذا الخصام أو تبرره، لأن مصر هي السند والدعم والجدار الإستراتيجي، الذى تستند إليه ظهور الفلسطينيين كما يقول عباس، وتظل الأولى والأهم في علاقات الدولة الفلسطينية لا بديل لها، ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أخ وشقيق مخلص أخذ مصر إلى بر الأمان وسوف يعبر عنق الزجاجة الراهن، وما تختاره مصر يرضى به الفلسطينيون الذين يؤيدون مرشحة مصر إلى اليونسكو وفي رام الله استقبل أبو مازن الوفد المصري إلى مؤتمر فتح لأكثر من ساعة تركز خلالها الحديث عن عمق علاقاته مع مصر وعن مؤتمر فتح الذي يعقد الآن في رام الله بحضور وافر، لأن أبو مازن استعان بالرئيس التركي أردوغان وأمير قطر كي لا تمنع حماس وصول وفد قطاع غزة، كما حدث في مرة سابقة، ولأن الإسرائيليين الذين يجتهد أبو مازن كثيرا لكسب ودهم وأسهم في إطفاء حرائق حيفا، التزموا بعدم تعويق انعقاد المؤتمر سوف يقدم أبو مازن إلى مؤتمر فتح قراءة للتحديات التي تواجهها القيادة الفلسطينية وضرورة إعادة ترتيب صفوف منظمة فتح وإعادة تشكيل مؤسساتها القيادية بالانتخاب، بما يضمن المحافظة على وحدة الصف والهدف وتماسك صفوفها في مواجهة محاولات محمد دحلان غريم أبو مازن اللدود العودة إلى موقعه في اللجنة المركزية لفتح والتراجع عن قرار فصله، الذي تم عام 2010 بعد محاكمة لم يحضرها.
ويبدو واضحا أن الرئيس أبو مازن الذي أجرى عمليات تصالح واسعة داخل فتح شملت ناصر القدوة ابن اخت عرفات، الذي رشحته بعض الدوائر الفلسطينية كي يخلف أبو مازن وعززت انتصار أغلب قيادات فتح لسياسات أبو مازن، التي تنبذ العنف والمقاومة المسلحة في مناخ جد مختلف يعكس آثاره على معظم مدن الضفة، خاصة رام الله، التي تزداد عمرانا وازدهارا لا يؤرقها هاجس أمني، رغم انقطاع التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي».
الخارجية: مصر ستظل أبرز المساندين
والداعمين للشعب الفلسطيني
وأخيرا أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا قالت فيه عن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: «إن مصر تؤكد ما تتمتع به القضية الفلسطينية من مكانة في الوجدان المصري وما تمثله من أولوية بالنسبة لسياساتها الخارجية، وأنها كانت وستظل أبرز المساندين والداعيمن للشعب الفلسطيني. إن احياء ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي وافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يوفر فرصة لاستعادة الزخم والاهتمام بالقضية الفلسطينية من قبل المجتمع الدولي ولتعزيز الجهود المبذولة في هذا الصدد لتكون أكثر قدرة على التأثير وايقاظ ضمير العالم تجاهها، كما يعد تذكيرا للأمم المتحدة بجميع أجهزتها بأن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ويجب أن تظل الحارس الشرعي للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف. إن هذه الحقوق تتمثل في حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحق في الاستقلال الوطني والسيادة وحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم، خصوصا مع التدهور الذي شهدته الأوضاع على الأرض في السنوات الأخيرة وتوقف عملية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي».
صاحب قناة «دريم» يهاجم أبو هشيمة ويتحدث
عن حكمة مبارك وأخطاء نجله جمال
وبينما تضاءل حتى كاد يختفي الاهتمام بحكم محكمة جنح قسم قصر النيل حبس نقيب الصحافيين والوكيل والسكرتير العام، فقد أعاد الاهتمام بقضية الصحافة ومستقبلها زميلنا عماد الدين حسين، رئيس تحرير «الشروق»، محذرا من غلقها بسبب قلة الدخل من الإعلانات وارتفاع أسعر الورق والأحبار فإن رجل الأعمال أحمد بهجت وصاحب قناة «دريم» أعاد الاهتمام بها أمس في حوار له مع «المصري اليوم» أجراه معه زملاؤنا محمد السيد صالح ووفاء بكري هاجم فيه رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة صاحب «اليوم السابع» وقناة «النهار» واعتبره واجهة للسلطة، وأكد أنه سيتوجه بقناته إلى دول المغرب العربي، كما تحدث عن «ثورة يناير» ومبارك وأبنه جمال، ومما قاله ردا على بعض الأسئلة: «أعمل الآن قناتين جديدتين، حيث ستعود قناة «دريم 1» وستكون قناة عامة قوية للغاية، وأخرى تقدمت بطلب لها وهي «دريم مغاربية»، موجهة لدول المغرب العربي. عندي استثمارات في تونس، ولدي استثمارات في السودان وجنوب السودان وإثيوبيا، وسأبدأ قريبا في المغرب ورواندا. أنا مؤمن بأن مستقبلنا في أفريقيا والمغرب العربي، وليس في أوروبا، فهم الأقرب لنا. أبوهشيمة «لا بيشتري ولا حاجة» هو «واجهة فقط»، فهو لا يفهم في الإعلام، لكنه يؤدي دوره بشكل جيد، وسيطرة التوجه الواحد على الإعلام خطأ كبير وكارثة وقلت لبعض المعنيين هذا الكلام، وعندما أطلقت قناة «دريم» لم يبحث أحد عن قناة «الجزيرة»، فلقد كان «سقفنا» في الحرية عاليا، والفضل يرجع في هذا لمبارك، الذي أتاح لنا مناقشة موضوعات شائكة بحرية كاملة، بالرغم من أن صفوت الشريف كان يشي بكثير من الكلام له، ولكن مبارك لم يكن يستمع إليه، لأنه كان يحبني وأنا أحبه وزارني كثيرا، لأنه كان يوجد ود بيننا، إلا أن الحديث عن توريث جمال مبارك هو الذي سبب المشاكل.
كلامك يوحي بأنك كنت ضد ما حدث من محاولات لتوريث جمال؟ نعم. لم يكن مفروضا أن يدخل جمال في هذا الأمر. وللعلم هو إنسان مؤدب للغاية وعلى خلق ويفهم في الكثير من الأشياء، ولكن كانت مشكلته في أخذ القرار، وكان هذا هو سبب سقوط نظام مبارك. يوم الخميس قبل جمعة الغضب قلت لحسن راتب إن الرئيس يجب أن يتحدث إلى الشعب وفي «دريم» طلبت من عمار الشريعي أن يكلمه على الهواء ويطلب منه إلقاء خطاب. وعلى المستوى الشخصي كنت متخوفا للغاية مما يحدث، لأنه وفقا للخطة الموضوعة كان جمال سيتولى الحكم في 2011 وكان ذلك يساعد في تفاقم أزماتي وبالتالي ستتوقف مشروعاتي.
ويوم الجمعة كلمت جمال عبدالعزيز سكرتير مبارك، وقلت له: «البلد هتضيع منكم ولازم الريس يطلع يتكلم للناس» وقال لي: «الريس هيتكلم» ثم كلمته بعد ساعة وأكد لي أنه يتم عمل المونتاج للخطاب وفي النهاية كان الخطاب الساعة 12 صباحا بعد أن سقط النظام، ولكن الشعب تعاطف مع مبارك في الخطاب الثاني، فلماذا حكمت بسقوط النظام من الخطاب الأول؟ بالفعل، ولكن كان «فيه حاجة اتكسرت»، لأنه كان كبير مصر، ولما الكبير يتكسر كل حاجة بتقع وهذا ما حدث حتى اليوم. لم يبق هناك كبير للبلد، وأين كنت وقت الخطاب الثاني؟ في الاستوديو وكان معي خالد الغندور وبكى بكاءً حارا، وبصراحة هذا الرجل لو لم يكن حوله المحيطون به لكان أكمل مدته وترك الحكم، وللعلم فإننا خسرنا 3 تريليونات جنيه من وقت الثورة إلى الآن».
«الشروق»: الصحف والمجلات
مهددة بالافلاس وعلى الدولة التدخل
وعادت جريدة «الشروق» للاهتمام أمس بمستقبل الصحف، ونشرت تحقيقا لزميلتينا الجميلتين ليلى عبد الباسط وهدير الحضري، قالت فيه إن الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة زميلنا وصديقنا صلاح عيسى قال إن ارتفاع تكلفة الطباعة بنسبة سبع وسبعبن في المئة كارثة وجاء في التحقيق: «إن القرار سيحمل تبعات سيئة جدا، معربا عن تخوفه من النتائج المترتبة عليه بغلق جرائد أو تسريح عاملين مع تفاقم أزمة البطالة بين العاملين في صناعة الصحف. واستطرد: «علينا السعي للوصول إلى أقل الأضرار الممكنة وهناك بعض الحلول المقترحة مثل زيادة أسعار الصحف أو دعم الحكومة مستلزمات الطباعة، إلا أن الصحف من السلع المرنة وليست الأساسية، وليس من المعقول التحدث عن دعم الصحف في ظل رفع الدعم عن السلع الأساسية ذاتها».
وأشار إلى بعض الحلول المجدية من بينها اقتراح رئيس تحرير جريدة «الشروق» عماد الدين حسين تفعيل الاشتراكات في المواقع الإلكترونية للصحف لا سيما للمصريين في الخارج ما سيدر عملة أجنبية إلى البلاد، فضلاً عن تخفيض عدد صفحات الصحف والمجلات بشكل مؤقت لحين استقرار سعر الدولار وتقليل نفقات الإنتاج في الصحف التي تستخدم أوراقا عالية التكلفة، لا سيما المجلات الأسبوعية والتقليل من استخدام الصفحات الملونة.
من جهته وصف رئيس لجنة التشريعات في نقابة الصحافيين وعضو المجلس كارم محمود القرار بـ«الكارثة» وشدد على أنه يضرب صناعة الصحف في مقتل، مطالبا الدولة بالتدخل بشكل سريع لإنقاذ ودعم صناعة الصحف.
«المصور»: أزمة بين أعضاء مجلس النواب
ووزارة الداخلية بسبب التوظيف
وإلى المعارك والردود المتنوعة، وأولها الأزمة التي حدثت فجأة بين عدد من أعضاء مجلس النواب ووزارة الداخلية، بسبب ما قيل عن قبول أبناء وأقارب ثمانية وعشرين عضوا في مجلس النواب في أكاديمية الشرطة هذا العام وخلو أبناء محافظة الوادي الجديد، الذي أوصى نواب المحافظة بقبولهم وهو ما أثاره عضو المجلس داود سليمان محمد، وجاء في تحقيق نشرته مجلة «المصور» لزميلنا عبد الحميد العمدة: «سليمان قال أيضا خلال كلمته في لجنة حقوق الإنسان بحضور اللواء عمرو شاكر رئيس إدارة قطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية لمناقشة العلاقة بين الداخلية والمواطن هناك 6 من شباب الوادي الجديد تقدموا لكليات الشرطة ونجحوا في الاختبارات كافة، ومع ذلك لم يتم قبولهم، وأطالب وزارة الداخلية بإعادة النظر في هذا الأمر لرد اعتبار المحافظة. كلية الشرطة هذا العام قالت مش فاهمة إحنا مستبعدين ليه هل نحن خط؟
في سياق ذي صلة كشف مصدر برلماني مطلع أن عددا كبيرا من النواب كان قد تقدم بطلبات للدكتور على عبد العال، رئيس المجلس لتزكية أبنائهم للقبول بالأكاديمية لدى وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، لكنهم عندما علموا أنه لن يتم قبول سوى أقارب الدرجة الأولى فقط، الأمر الذى أدى لاصرارهم على ضرورة تدخل الدكتور علي عبد العال مرة أخرى للتوصية بقبول الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة وهو ما حدث بالفعل حسب تأكيد المصدر ذاته، وكانت أروقة محيط مكتب رئيس البرلمان والأمين العام المستشار أحمد سعد الدين لا تخل من تواجد هؤلاء النواب بشكل يومي حتى في غير أيام انعقاد الجلسات وذلك طوال فترة التقدم وإجراء اختبارات الكشف الطبي، نظرا لعدم قبول بعض أبناء النواب أثناء اختبارات الكشف الطبي».
«المصري اليوم»: قصة قاضي الحشيش وكلبه
وإلى زميلنا وصديقنا محمد أمين وتحذيره أمس في عموده اليومي في «المصري اليوم» (على فين) من تبرئة القاضي المتهم بحمل الحشيش في سيارته وتوجيه التهمة إلى الكلب هيرو، وقال: «قرأت تصريحاً لأحد المحامين دفع فيه ببطلان إجراءات القبض على قاضي الحشيش، وقال إن تعرّف الكلب البوليسى على المخدرات باطل من وجهة نظره الشخصية، ولا أعرف إن كان يريد أن يحاكم الكلب في القضية أم يريد أن يطلب البراءة لموكله؟ فهل سنرى بالفعل محاكمة للكلب وإيداعه قفص الاتهام؟ وهل توصّل المحامي إلى دليل على براءة موكله؟ هل سيخرج القاضي منها ويتم حبس الكلب؟!
لا أستغرب شيئاً فالتجربة تقول إن قضايا المخدرات في الغالب تأخذ براءة لبطلان إجراءات الضبط والتفتيش، ولا أعيب على المحامي في شيء مما قاله التشكيك في القضية أصل من أصول الدفاع، لكن أريد أن أسأل: أليس قاضي الحشيش قد تم ضبطه متلبساً؟ أليس القاضي قد اعترف بوجود الحشيش المضبوط، لكنه قال إنه ملك السائق وصديقته الأجنبية؟ ألم يقل: أنا لست أول من يخطئ في القضاء»؟!
اتهام الشرطة ومحافظة المنوفية
بالتستر على تجار المخدرات
ومن كلب الشرطة والقاضي، وبالمناسبة الكلب أسمه هيرو، إلى الشرطة أيضا وتجار المخدرات الذين قال عنهم في العدد نفسه زميلنا عبد الناصر أسامة في بابه اليومي «سلامات»: «محمد عيسى العليمي ابن قرية شما في المنوفية استشهد أمام منزله برصاص الغدر، رصاص تجار المخدرات في قريته. أطلقوا عليه خزنة سلاح آلي كاملة لمجرد أنه كان شهماً ويقاومهم طوال الوقت. لدى الجهات الأمنية التي لم تنصفه ولم تحمه لجأ إلى الصحافة، فكانت نهايته مخلفاً وراءه خمس بنات في عمر الطفولة. مضى على مقتل ذلك الرجل نحو ثلاثة أسابيع والجناة ما زالوا طلقاء. أهالي القرية يتحدثون عن فساد أمني. لذا هم في حالة احتجاج دائم. الفقيد كان يمثل رمزاً للشهامة والرجولة بالنسبة إليهم، هم فقط يطلبون القصاص اتهاماتهم موجهة للجميع، دون استثناء الى المحافظ، كما نواب البرلمان، كما الشرطة. لا أحد من وجهة نظرهم ساعد في مواجهة هذه الظاهرة، ظاهرة انتشار المخدرات عن طريق هؤلاء التجار أو هذه العائلة التي اتخذت من القرية وكراً للاتجار»! والحقيقة أن زميلنا سلامة لم يتابع تطورات هذه القصة الخاصة بعائلة الحريري وقتلها عام 2011 خمسة مواطنين، فقد اعتقلت الشرطة عددا منهم وتطارد الباقين وستقدمهم للمحاكمة. وهنا لا بد أن نبدي تقديرنا لصاحب «المصري اليوم» ورجل الأعمال صلاح دياب، الذي هاجم بعنف أول أمس عبد الناصر سلامة، ولكنه لم يمنع نشر مقالاته.
«الوطن»: مصر ليست
هذه التي تردح وتشتم وتبتذل نفسها
وآخر المعارك ستكون من «الوطن» أمس لرئيس تحريرها التنفيذي محمود الكردوسي، الذي عاد للكتابة بعد غيبة طالت، وكان يتأمل في أحوال مصر، وقال عنها حزينا شارد البال: «أبحث أحياناً عن مصر فلا أجدها. أبحث عن مصر الجميلة، فلا أرى إلا قبحاً وشراً وابتذالاً وفوضى. أبحث عنها فأراها «تردح» وتشتم وتبتذل نفسها. أراها تراوح بين رذيلتين: الكسل والغطرسة أراها خائفة مترددة مصدومة في ما جرى. قلقة مما سيأتي. أراها منهكة محبطة «ريقها ناشف» من كثرة الهتاف والجري وراء الشعارات. أراها ممزقة: كل جبهاتها مفتوحة في وقت واحد. أراها موكباً للدجالين وتجار الثورات تلاحقه حشود أبرياء غافلين كسُحُب غبار. أبحث في السياسة عن «يقين» فلا أجد. أبحث في الدين عن «تفسير» فلا أجد. أبحث في العلم عن «معادلة» فلا أجد. أبحث في الخيال عن «نص» فلا أجد! لكن مصر هكذا خلقها الله هكذا فاصبر عليها.
مصر بلد كبير وجميل وحمّال أسية والضربة التي لا تقتله تقويك. مصر هزمت كل خصومها ونضجت وأنت باقٍ يقظ لم تفقد حبك لها وكرهك لأعدائها.
مصر ليست بلداً تافهاً أو عابراً. مصر التي أنجبت طابوراً من الرواد لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي اخترعت إسلامها ومسيحيتها لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي كانت أول من بنى وخاض حرباً ومد جسراً للسلام لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي خلقها الله ضفتي نهر وبسط صحراءها قبراً لكل من دخلها بغير استئذان لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي تحمل على كتفيها تسعين مليوناً لتغيظ خصومها بـ»عزوتها» وتزهو أمامهم بخصوبتها لا يمكن أن تكون بلا قيمة. مصر التي علّمت البشر كيف يحبون بكعكة سميط وقرطاس كمون وكيف يغنون وهم مهزومون ويبكون في أشد حالاتهم فرحاً لا يمكن أن تكون بلا قيمة. لا تصدق أن مصر ماتت إكلينيكياً. مصر بـ«سبع أرواح» من احتلال إلى طغيان ومن مجاعة إلى وباء ومن عدوان إلى مؤامرة: «الزمن شاب وإنتي شابة هُوّ رايح وإنتي جاية».
التعليقات