فاتح عبد السلام

وصل وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر الى العراق ليعاين نتائج معركة الموصل .

المسألة لا تحتاج الى عناء كبير ليعرف ماذا يجري،فالأقمار الصناعية تخبره كل ساعة أين وصلت المعركة وكيف يتحرك داعش ،ويكمل المستشارون الأمريكيون قرب ميادين المعارك ، في ابلاغ الرسالة التي

لا توصلها صور وأفلام الأقمار الصناعية العسكرية .

التقدم الحذر للجيش العراقي ورأس قوته المتمثل في قوات مكافحة الارهاب ذات التدريب الامريكي العالي ، هي عنصر اطمئنان لأهالي الموصل، ودليل على ان العناية بأرواح العراقيين هنا هي الأعلى والأكبر في كل المعارك التي سبقتها لاسيما في الانبار .

لكن تنظيم داعش بدأ يتصرف إزاء هذا البطء في بعض محاور القتال على انه نقطة ضعف ، حيث بدأ يعمل على زيادة تحشيداته ،لأن استهدافها بات غير وارد في سياق حركة هذه المعركة في عدد من المحاور .

المطلوب من الامريكان هو التفكير جدياً في وسيلة دعم فعلي ،لضرب نقاط ضعف داعش في الموصل وهي كثيرة . والزير مدعو للإجابة عن تساؤلات حول قتال النزالات الجوية الخاصة خلف ارض العدو وفق خطة كماشة لزعزعة العدو وتدمير معنوياته وتشتيتها .

نجح الجيش العراقي في الساعات الاولى في تحويل خطوط الصد الأولى لداعش في جنوب الموصل وشرقها الى سراب ، وتحققت نجاحات سريعة ، وكأن الجيش صار في كثير من المحاور خلف فلول العدو ،من دون انزال جوي.

مابين حي العربي والغابات وضفة النهر مساحات كبيرة يمكن فتح جبهات تقويض وانهاء عناصر داعش ، لكن ذلك يحتاج سيطرة تكنولوجية كاملة بانزالات خاصة مدروسة للقتال في مناطق قد لا يصلها الامداد ليومين او ثلاثة لكن في ظل هذا السقف الزمني يجب ان تحقق هدف الالتقاء مع الطرف الآخر من الكماشة العسكرية المطبقة على العدو .غير مفهوم ان يترك العدو في خطوطه الخلفية يتصرف كأن الحياة طبيعية وليس هناك حرب عليه ، وفي الجانب الأيسر من الموصل .ولا أقول الجانب الايمن الذي تسير الحياة فيه، في هذه الساعات ، وكأن داعش سيمكث هناك لعشرات السنين قل لنا ياكارتر ، ماذا عساك أن تقدم لتحرير الموصل بما يحقق مفاجأة على داعش ، وليس اخبارهم بمحاور القتال ونوعية القوات المتجهة نحوهم كما فعل سواكم في المرات السابقة .