أشرف الصباغ

فيما استقبل الكرملين نبأ اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، أندريه كارلوف، بهدوء، طلب الرئيس فلاديمير بوتين عقد اجتماع عاجل مع وزير خارجيته، سيرجي لافروف، ومدير هيئة الأمن الفيدرالي، ألكسندر بورتينيكوف، ومدير الاستخبارات الخارجية، سيرجي ناريشكين، بعث عقبه بخمس رسائل في غاية الأهمية خلال اللقاء، وهي أن هذه العملية موجهة لإفساد العلاقات الروسية – التركية، وتهدف لتعطيل جهود روسيا في سورية، ومطالبة الرئيس التركي بضرورة حماية البعثة الدبلوماسية الروسية في بلاده، وضرورة تعزيز جبهة محاربة الإرهاب، ومعرفة من يقف وراء عملية الاغتيال.
وفي ضوء توجيهات بوتين ورسائله، ذهبت وسائل الإعلام الروسية إلى أن عملية قتل السفير الروسي في وسط أنقرة، تثير الكثير من التساؤلات حول ملابسات العملية وتوقيتها. وجرى الحديث عن وجود جوانب أمنية تتعلق بالبلدين. ففي أنقرة كان من الضروري تأمين السفير الروسي، واتخاذ إجراءات استثنائية، أما موسكو، وحسب تحليلات وسائل إعلامها، فلديها مسؤولون أمنيون في البعثات الدبلوماسية بالخارج، ومن الطبيعي أن يقوموا بواجبهم في حماية أمن السفارة وأعضاء البعثة الدبلوماسية. 

إيران ونظام الأسد 
أشارت تقارير إلى أن طهران أحد الأطراف المستفيدة بشكل مباشر من اغتيال السفير الروسي بأنقرة، نظرا لأنها لا تشعر بالارتياح الكامل لما تقوم به روسيا وتركيا في سورية، وتشعر عمليا بأنها مقيّدة ومكبّلة، وليس لديها إمكانية لفرض شروطها أو المطالبة بدور أكبر. وأشار أحد هذه التقارير إلى ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الروسي مع نظيريه التركي والإيراني أمس، حول تأكيد البلدان الثلاثة على التوصل إلى اتفاق بين الأسد والمعارضة، كذلك الكشف عن وثيقة تحت مسمى "إعلان موسكو" حول سورية، بموافقة تركيا وطهران، لتكونا طرفين ضامنين لمحادثات سلام سورية، كذلك توسيع نطاق الهدنة، واستكمال عمليات الإجلاء. 

لا تأثير للحادث 
رأى تقريرا آخر، أن مشهد اغتيال السفير الروسي بأنقرة، وعلى الرغم من تعقيداته، يعكس مدى احتياج كل من روسيا وتركيا لبعضهما البعض، فيما ذهب قطاع من المحللين والخبراء الروس إلى أن الحادث لن يؤثر على علاقات البلدين، بل على العكس تماما. ولن يؤثر على مسار العمليات العسكرية التي تقودها روسيا ونظام دمشق من جهة، وتركيا من جهة أخرى، في سورية. 
وأشاروا إلى أن روسيا وتركيا تدركان أن تحالفهما في سورية مجرد تحالف تكتيكي على المدى القصير. وفي حال امتداد هذا التحالف إلى المدى المتوسط، فمن الضروري أن تظهر شروط قاسية، على رأسها علاقة تركيا مع حلف الناتو وحلفائها الإقليميين، ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ورأوا أنه من الصعب الحديث عن حلف جديد يضم روسيا وتركيا وإيران، ولا يمكن الحديث أيضا عن أي تحالفات في مواجهة الغرب، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاء بأجندة ستغير من طبيعة العلاقات الإقليمية والدولية. 

الرسائل الخمس 
1- العملية موجهة لإفساد العلاقات الروسية – التركية
2- الحادث استهدف تعطيل عمليات روسيا في سورية
3- مطالبة تركيا بحماية البعثة الدبلوماسية الروسية
4- تعزيز جبهة محاربة الإرهاب

5- ضرورة العثور على من يقف خلف القاتل