&عمرو عبد السميع&

فراغ رئاسى مرعب فى لبنان ألقى بظلاله على حال هذا البلد بعد فشل محاولات عقد البرلمان لست وثلاثين مرة من أجل&انتخاب رئيس للبلاد خلفا لميشيل سليمان، وهو الأمر الذى تعطل منذ مايو 2014، والمدهش أن لبنان يستعد لاستقبال الجلسة السابعة والثلاثين فى الثامن من فبراير المقبل، وقد خيم عليه إحساس مطبق باستمرار الفراغ الرئاسي!

&سعد الحريرى زعيم تيار المستقبل رشح سليمان فرنجيه زعيم تيار المردة رئيسا للجمهورية رغم أنه واحد من أقرب السياسيين اللبنانيين إلى الرئيس بشار الأسد، وذلك حتى يكسر حدة ترجيح ميشيل عون زعيم التيار الوطنى الحر وحليف الرئيس بشار الأسد من جهة وحزب الله من جهة أخري.&

يعنى كأن الرئيس بشار حاضر فى الحالتين، إلا أنه يلزم القول هنا إن سعد الحريرى الذى رشح سليمان فرنجية هو حليف السعودية الأول فى لبنان!!&

وأخيرا شهدت بلدة معراب اللبنانية مصالحة بين سمير جعجع قائد القوات اللبنانية وميشيل عون خصمه التقليدي، على نحو يدفع للتساؤل: كيف سيكون موقف حزب الله حليف عون بعد تلك المصالحة مع الوضع فى الاعتبار أن الاتهام التقليدى الذى يوجه إلى سمير جعجع هو علاقاته بإسرائيل، الأمر الذى لا يمكن أن يقبله حزب الله حرصا على سمعته الوطنية وعفافه الثوري.

&

كل تلك اللخبطة تقول لنا- بوضوح- أن شكل التحالفات التى شهدها لبنان منذ 2005 يمكن أن يسقط بسهولة وأن كتلة 8 مارس و14 مارس لن تكون بالشكل الذى عرفناهما به، وإذا حدث سنعود إلى النقطة صفر وينفرط عقد الدولة اللبنانية.

&فإذا جرى ذلك وقت ترتيبات جديدة تشهدها المنطقة فلا يضمن أحد إلى من سيضم لبنان.&

ما يجرى فى المجال العربى كله هو فوضى إقليمية شاملة، ولبنان- كما كان دائما- هو التعبير الأكثر وضوحا عن حال العرب بتضامناتهم وتناقضاتهم، بل ربما تناقضاتهم تلك بالذات.