فاتح عبدالسلام

المسآلة ليست بهذه السهولة،أن يتم التصريح بأن هناك وزراء فاسدين في حكومة جرى تشكيلها قبل سنة على انها تكنوقراط ليتم المطالبة باعلان حكومة جديدة تكنوقراطية في بلد مثل العراق تنخره آفات الطائفية السياسية والفساد وتغلب سلطة المليشيات وتفشي فكر التطرف وتنظيمات الارهاب. وكأن ما يحدث هو مساومة الوزير الفاسد للنجاة بغنيمته من الفساد مقابل موافقته ومن معه على ترك منصبه لوزير جديد.

ماهو الحل؟

المشاريع تتضارب وتنحو منحى اللعبة السياسية التسويفية لكسب الوقت وعارضو لافتاتها اليوم هم من سدنة العملية السياسية المتفسخة ذاتها، تلك العملية الكسيحة والمولدة لعناصر الفساد على مدى أكثر من عقد.

الذي يحدث الآن بالضبط هو أن رئيس الحكومة يقوم بعرض فكرة التغييرالطموح أمام مَن يفهم التغيير على انه سهم يصيب قلب حصته السياسية الاستئثارية التي اعتاد عليها. لا أحد يستطيع أن يتجاوز أن رئيس الحكومة يعرف مع من يتعامل وافكارهم وماذا يسمحون به وماذا يريدون تسويفه ، ويستغرب أي مراقب كيف يريد رئيس الحكومة النجاة بفكرة التغيير الوزاري من سخط الاخوة الاعداء.

جميع الاطراف لا تدرك ان العراقيين بعد هذه النكسة الكبرى التي هزت كيانهم ووجودهم منذ احتلال الموصل وانهيار الجيش في ساعات من دون مقاومة، انما هم غير العراقيين الذين كانوا يعيشون على الوعود والآمال وشعارات الأحزاب وتسخين الفتاوي. كما لا يدرك السياسيون الرسميون اليوم أن احلال حكومة مكان اخرى قد تكون فرية لا تنطلي على عراقيي ما بعد المحنة وهم بالملايين طبعاً، حيث ان التغيير الوزاري لايضمن مجيء حكومة لا تفسد بعد ثلاثة أشهر كون الحاضنة السياسية المتوفرة لها فاسدة، وهنا اشدد على ان التكنوقراط لن يتوفر له مناخ عيش وعمل في ظل العملية السياسية الطائفية غير المنصفة، لذلك فإن مصطلح الكفاءات سيعني نوعاً من الولاءات الحزبية المبطنة في أحسن احواله.

لا اصلاح قبل تصفير العملية السياسية والاقرار بفسادها

لامعنى لتغيير وزاري يهادن الوزراء السابقين الفاسدين والتعامل معهم من باب عفا الله عما سلف.

الاصلاح عملية كبيرة تحتاج مؤمنين بها مضحين في سبيلها وليس باحثين عن أنصاف الحلول أو ارباعها في عملية ترقيعية لم تعد قادرة على أن تستر العورات.

&