شملان يوسف العيسى

اتخذت دول الخليج العربية، وتحديداً دولة الإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، قراراً بمنع رعاياها من السفر إلى لبنان بعد الموقف الجريء الذي اتخذته السعودية ضد الحكومة اللبنانية لاتخاذ الأخيرة موقفا مضادا للإجماع العربي لمصلحة طهران التي يمثلها «حزب الله».

لقد صبرت السعودية ودول الخليج على تمادي «حزب الله» اللبناني الذي صادر حقوق الشعب اللبناني باتخاذه قرارات لا تتوافق مع مصلحة لبنان العليا مثل تعطيل عمل كل مؤسسات الدولة الشرعية، حيث أقدم هذا الحزب من منطلق طائفي حزبي ضيق يصب في مصلحة النظام السوري ونظام الملالي في طهران على تعطيل الانتخابات الرئاسية وتعطيل عمل الحكومة بطرحه صيغة الثلث المعطل الذي يعطي عناصر الحزب في الحكومة تعطيل عمل الحكومة كما فرض الحزب على الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية كوادره الحزبية حتى أصبحت الحكومة اللبنانية فعلياً وعملياً تخضع لإرادة «حزب الله»، هذا الوضع غير الطبيعي تقبلته دول الخليج العربية فترة طويلة مراعاة لطبيعة العلاقات المميزة بين الشعب اللبناني ودول الخليج، لكن استمرار نصر الله في الهجوم على دول الخليج والعرب وإعلانه بشكل صريح وعلني أنه يفتخر بأنه مقاتل في فيلق لولي الفقيه، أمر يصعب قبوله.

لقد صبرت دول الخليج فترة طويلة على تمادي «حزب الله» اللبناني في تدخله بالشؤون الداخلية لهذه الدول.. فقد نفذ «حزب الله» عدة عمليات إرهابية في كل من الكويت والبحرين والسعودية، منها على سبيل المثال اختطاف الطائرة الكويتية الجابرية، حيث قتل بعض الركاب الآمنين، وكان قائد العملية «عماد مغنية»من أقطاب «حزب الله» اللبناني والذي قتل في دمشق.. كما قام الحزب بتشجيع شيعة البحرين للثورة ضد حكومتهم الشرعية.

مواقف الحزب بتجنيد أنصاره للتخريب والإرهاب في أكثر من بلد عربي، مثل: العراق، وسوريا، واليمن، وربما ليبيا تنفيذاً للمخطط الإيراني بتمزيق المنطقة من خلال الحروب الطائفية البغيضة.

التحرك السعودي ضد الحكومة اللبنانية لا يمس الشعب اللبناني، بل الغرض منه هو الضغط على الحكومة اللبنانية لتغيير مواقفها، فالبيان الصادر من مجلس الوزراء السعودي يؤكد وقوف السعودية مع لبنان في المراحل الصعبة التي مر بها وساندته من دون تفريق بين طوائفه وفئاته حرصاً منها على ما يحقق أمن لبنان واستقراره.

السعودية ومعها دول الخليج لا تريد إيذاء الشعب اللبناني الشقيق والدليل على ذلك وجود مئات آلاف من العمالة اللبنانية في هذه الدول يعملون بشرف وأمانة دون زج أنفسهم بالسياسة. لكن لا يمكن السكوت على رفض لبنان اتخاذ موقف جماعي في الجامعة العربية يدين الاعتداء السافر على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، وهذا يتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية.

&

رسالة دول الخليج إلى الساسة اللبنانيين الذين باعوا بلادهم من أجل المال والقوّة والنفوذ على حساب مصالح الشعب اللبناني، ما نريده كشعوب في دول الخليج العربية هو عودة لبنان إلى وضعه الطبيعي كبلد للاستثمار والسياحة والحرية والانفتاح على الجميع في العالم بدون اتخاذ مواقف حزبية طائفية تضر بمصالح الشعب اللبناني وعلاقته بأغلبية البلاد العربية، فهل وصلت الرسالة إلى الساسة اللبنانيين.