«هجوم بن قردان لم يكن من أجل إمارة إسلامية وأربعون متطرفاً لا يسقطون دولة»

حسن سلمان

&&قال رجل الدين والباحث الأمني الشيخ فريد الباجي إن تونس تمر بالمرحلة ما قبل الأخيرة لإعلان الجماعات الإرهابية النفير العام لاسقاط الدولة في الفوضى العامة، مشيرا إلى أن الهجوم الإرهابي الذي أحبطته السلطات في مدينة «بن قردان» لم يكن من أجل إقامة «إمارة إسلامية» كما عبّر رئيسا الجمهورية والحكومة.

وأضاف لـ»القدس العربي»: «المرحلة التي وصل إليها الإرهابيون في تونس تسمى مرحلة «الانغماس الجماعي»، وتتلخص بإعداد كتيبة مقاتلين وإرسالها إلى منطقة معينة في البلاد، وليس المقصود هنا هو الاحتلال فهم لا يريدون الاحتلال إنما يريدون ضرب الدولة في مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وكل من يشاركون في هذه الكتيبة أعدوا أنفسهم مسبقاً للموت (…) وإذا أحس المهاجمون بالارتباك فسيخرج آلاف من الخلايا المتأهبة (وليس النائمة كما يزعم البعض) بخطط معروفة وهي الهجوم على الثكنات وبيوت العسكريين والأمنيين المبرمجة سالفاً وهي بداية النهاية لاعلان النفير العام».

ودلل على فكرته بما جاء في كتاب «إدارة التوحش» للقيادي المتطرف أبو بكر ناجي، الذي يتحدث عن ضرورة «انغماس جماعـة قليلة من المجاهدين في العدو الكثير، بقصد النكاية فيه، وتحصيل مصلحة راجحة، مع اليقين بالموت في سبيل الله، والمصلحة المقصودة هي جس النبض لمعرفة قدرة العدو على الصمود ومقدار تحمله وثباته، وبناء على ذلك يقدرون كيف يزيدون في عدد الانغماسيين، في مناطق عدة في الوقت نفسه لبداية الإعلان عن النفير العام».

وكانت السلطات التونسية أحبطت فجر الاثنين هجوماً إرهابياً كبيراً على ثلاثة مراكز للجيش والأمن في مدينة «بن قردان» القريبة من الحدود مع ليبيا، حيث تمكنت حتى الآن من قتل 46 متطرفاً واعتقال 7 آخرين، فيما أكد رئيسا الجمهورية الباجي قائد السبسي والحكومة الحبيب الصيد أن هدف الهجوم هو إقامة ولاية أو إمارة لتنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف في مدينة «بن قردان».

وقال الشيخ فريد الباجي إن «العملية الإرهابية الجبانة الاخيرة لم تكن في حقيقة الامر من أجل إقامة إمارة في بن قردان حالاً، بل هي عملية استراتيجية ضمن المرحلة الرابعة قبل الغزو والنفير العام، فأربعون ارهابياً لا يسقطون دولة قائمة، ولكن المعلوم أن الإرهابيين هم بصدد التقدم في مراحلهم».

وأضاف «استراتيجياتهم بنجاح وخطى ثابتة كما هو مكتوب صراحة في «ادارة التوحش» (تبدأ) بالدعوة والتجنيد والتعبئة البشرية (مرحلة التأسيس)، وقد أخذوا فرصتهم لسنتين ونصف في الفترة الماضية بعد الثورة بامتياز ونجحوا في ذلك نجاحا كبيرا، وخبؤوا من الاسلحة الكثير وجندوا الالاف، والمرحلة الثانية هي مرحلة الاغتيالات والكمائن ونشر الفوضى والقيام بعمليات صغيرة مفاجئة ومباغتة ومتعددة بوتيرة متزايدة نسبيا وتسمى بمرحلة الانهاك لمزيد من الاختراق الأمني».

وتابع «المرحلة الثالثة هي مرحلة الإنغماس الفردي كعملية باردو والثكنة العسكرية ببوشوشة والهجوم الأخير في سوسة وتسمى بعمليات «الذئب المنفرد»، والمرحلة الرابعة ما قبل الاخيرة وهي الانغماس الجماعي، وقد بدأت في بن قردان بوتيرة متزايدة منذ مدة».

وكان الباجي تحدث قبل مدة عن وجود مخطط إرهابي كبير يستهدف تونس ويسمى «يوم الزلزال» أو النفير العام ويشارك فيه حوالي 16 ألف متشدد من جنسيات متعددة، متوقعاً قيام الجماعات الإرهابية بـ «خمسين ضربة على أقل تقدير في عدة مناطق بوقت واحد وفي يوم واحد، مما سيُدخل الإرباك والفوضى في المجتمع والمؤسسة الأمنية ويتيح الفرصة لدخول بقية الإرهابيين من ليبيا والجزائر إلى تونس».

يُذكر أن صحيفة «النبأ» الناطقة باسم تنظيم «الدولة الإسلامية» نشرت في عددها الأخير حديثاً مطوّلاً مع «الأمير المفوض لإداراة الولايات الليبيّة» عبد القادر النجدي جدد فيه التهديدات التي أطلقها التنظيم قبل مدة وتتعلق بـ «غزو» تونس، مشيرا إلى أن الحاجز الترابي الذي أقامته السلطات التونسية على حدودها مع ليبيا هو مجرد «قصب» لن يمنع التنظيم المتطرف من دخول الأراضي التونسية.

&