&مطلق بن سعود المطيري

أثبت حزب الله أنه يملك سلطة مطلقة ومهيمنة على جميع القوى السياسية اللبنانية، فقد بنى وجوده السياسي على هدم الدولة، وإعادة بنائها وفق انتمائه الطائفي لطهران، فلبنان اليوم يعتبر عمليا محافظة ايرانية، فكل مؤسسات الدولة السيادية تحت سيطرة مندوبها وامينها حسن، وأي تحرك وطني خارج هذه السيادة ربما يؤدي للقضاء نهائيا على دولة اسمها لبنان، فخيارات معارضته في الداخل ما زالت صعبة أو معدومة.

سعى هذا الحزب المتطرف أن يكون حالة تسلط مهيمنة على كل الوطن العربي، خاصة في البلدان التي توجد بها نسبة سكانية مؤثرة من أصحاب المذهب الشيعي، وتحويلهم من مواطنين إلى مجموعة حزبية ثورية - ولا نقصد بهذا تثبيت وضع معين أو اتهام - في اطار استراتيجية توسعية طائفية، مستندة لعدة اعتبارات: الدعم الإيراني، الانتقاد الأميركي لأصحاب القرار السياسي خاصة في دول الخليج، الوضع السياسي المتردي في العالم العربي، الاصطفاف الطائفي سنة/شيعة، تخلي القوى العظمى عن مسؤوليتها الاخلاقية والتاريخية في المحافظة على الأمن في المنطقة.

نشأ على إثر ذلك جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله الكويتي والبحريني والسعودي، فتم خلق رمزية لوجود الحزب في تلك البلدان، مثل احياء مناسبات دينية تحت شعاره وتمجيد زعيمه حسن نصر الله وكادت في طريقها إلى التحول من الرمزية الى الواقع في البحرين والكويت، وهذه الأخيرة هدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بسقوطها مباشرة إذا سقط النظام السوري. فقد كانت التحضيرات لخلق فوضى واقتتال أهلي في منطقة الخليج جاهزة وبنسب متفاوتة من دولة لأخرى والسيناريو المعد لذلك كان واضحا تشاحن طائفي مذهبي يؤدي إلى تفجيرات وتصفيات متبادلة بين طائفة وطائفة. وإن اشتعلت شرارة القتل يصعب إطفاؤها.

ولكن تدخل قادة مجلس التعاون في الوقت المناسب، وتجريم حزب الله ووضعه على قائمة الإرهاب نزع فتيل هذه الشرارة الخبيثة.

وحرصا على تاريخ الحزب المقاوم نقدم له هذه النصيحة لإحراج الدول العربية فإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل قد يعيد له شرفه الذي افتقده برحلته الجهادية في قتل الشعب السوري، فشرف المقاومة لا يثبت إلا بالمقاومة نفسها وهو الآن أمام اختبار حقيقي لإنقاذ سمعته التي أحرق لبنان كله من أجلها، فمقاومة المحتل الإسرائيل عمل يغني به دائما سيده في طهران، هل يفعلها حزب الله ويحرجنا، أم أن المقاومة كانت خدعة مؤقتة أدت ما عليها وأصبحت غير قابلة للاستخدام مرة أخرى؟

العرب اليوم يعيشون فترة صحوة حقيقية من خديعة ووهم المقاومة، بعد أن رأوا كيف يذبح أبطالها أطفال الشام وشيوخها، اما نتنياهو فقتله فقط في خطب السيد في الضاحية.