&جوردن دقامسة

قال المبعوث الأممي إلى اليمن إن طريق السلام، في المحادثات التي ستبدأ غدا في الكويت، لن يكون سهلا، وربما يكون شائكا، لكنه ما زال متفائلا، بأنه قد يكون سالكا أيضا، وممكنا، مطالبا بأن يعمل الجميع من أجل أن يبقى الفشل خارج المعادلة.&

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة، واستمع خلالها إلى إحاطة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومن نائبة رئيس الشؤون الإنسانية (أوتشا)، كيونغ وا كانغ.&

وقال إسماعيل ولد الشيخ خلال الجلسة، أول من أمس، التي خصصت لليمن وجولة المفاوضات ووقف إطلاق النار، الذي بدا قبل أسبوع باتفاق جميع الأطراف اليمنية، إن المحادثات المقبلة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الصراع واستئناف حوار وطني جامع وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وقرارات مجلس الأمن الأخرى ذات الصلة، مضيفًا أنها (أي المحادثات) سترتكز «على إطار يمهد للعودة إلى انتقال سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني».&

وطلب ولد الشيخ من مجلس الأمن دعم جهوده في الأسابيع والأشهر المقبلة، حيث ستبدأ أطراف الصراع الدائر في ذلك البلد الشروع في جولة جديدة من المفاوضات، وجهًا لوجه، داعيًا الأطراف اليمنية إلى حضور جلسات المحادثات المقررة في الكويت، بحسن نية ومرونة، من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي للأزمة الحالية، قائلاً إن «طريق السلام قد يكون شائكًا ولكنه سالك وممكن، وعلى الفشل أن يكون خارج المعادلة».

&وأشار إلى أنه سيطلب من المشاركين وضع خطة عملية لكل من النقاط التي سننطلق منه، وهي الاتفاق على إجراءات أمنية انتقالية، وانسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، وإعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع، وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين.

&وأوضح أن خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لاتفاق سياسي جديد سيساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام، مضيفا أن «التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف، وسيعكس مدى التزامها وسعيها للتوصل إلى اتفاق تفاهمي».

&وحذر ولد الشيخ قائلا إن «اليمن يقف اليوم على مفترق طرق: أحدهما يوصل اليمن إلى السلام، والطريق الآخر يقود البلاد إلى هوة أمنية وإنسانية من الضروري الابتعاد عنها».&

وقالت نائبة رئيس الشؤون الإنسانية (أوتشا)، كيونغ وا كانغ إن الصراع أدى لمقتل 6 آلاف و400 شخص وجرح أكثر من 30 ألفًا، إضافة إلى نزوح نحو 2.8 مليون شخص من منازلهم.&

وأضافت كانغ أن الحرب اليمنية دمرت سبل العيش، فأصبح 14 مليون يمني بحاجة لمساعدة من أجل الحصول على الرعاية الصحية الكافية نتيجة عام من الصراع المكثف مشيرة إلى «نقص الإمدادات والأدوية والكهرباء ووقود مولدات الكهرباء، والموظفين والمعدات»، بسبب ما وصفته بـ«اجتياح العنف المستمر لمحافظات بأكملها».&

وأشارت المسؤولة الأممية إلى تعز حيث اشتد القتال داخل وحول المدينة، مما أدى لوقوع عشرات القتلى والجرحى، وكذلك أعاق بشكل كبير جهود الإغاثة، مضيفة أن ذلك «يرسم صورة قاتمة جدًا، ولكن هناك ما يدعو للتفاؤل الحذر، وهو وقف الأعمال العدائية التي ستجلب الهدوء إلى مناطق كثيرة من البلاد، وستحد من العنف الذي أدى إلى دمار المجتمعات».&

إسماعيل ولد الشيخ تناول في أجوبته موضوع مصير الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، المدرج اسمه في لائحة عقوبات المنظمة الأممية، قائلا إن اليمنيين هم من سيقرر مصيره، وأن الأمم المتحدة لا تقرر نيابة عن اليمنيين من سيلعب دورا في مستقبل باليمن، لكنه تدارك في الوقت نفسه أن هناك قرارًا أمميًا صريح العبارة بخصوص صالح. وقال: «قرار العقوبات هو قرار مجلس الأمن، فالذي وضع العقوبات هو فقط من يقرر العقوبات».

&وأضاف ولد الشيخ ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول وضع الرئيس السابق صالح في مستقبل اليمن، قائلا: «إن هذه القضية (أي دور عبد الله صالح) تتعلق باليمنيين وهم وحدهم من يقرر ذلك».&

وتابع، في لقاء معه بعد جلسة مجلس الأمن الدولي حول اليمن، يقول: «إن ما نقوله الآن هو أن الأولوية هي في إنهاء هذا الحرب، فهي في الحقيقة حرب قاتلة وأودت بكثير من الأرواح وأتت بأزمة إنسانية كارثية وهناك أوضاع تدهورية في الناحية الأمنية، وهذا أولوية بالنسبة لنا وليس الأشخاص أو من سيلعب هذا الدور»، مضيفًا: «هذا سيقرره اليمنيون، وربما ستطرح قضية علي عبد الله صالح أو غيره، وفي النهاية، هذه قضايا تتعلق باليمنيين وهم من سيقرر ذلك».

&وحول كيفية تعامل الأمم المتحدة مع علي عبد الله صالح المدرج اسمه على قائمة العقوبات بالإضافة إلى ابنه والحوثي، قال ولد الشيخ إن قضية العقوبات وشطب اسم صالح وغيره من قائمة العقوبات الأممية لم تطرح أبدا في النقاشات التي حدثت إلى الآن بينه (المبعوث الأممي) وبين وفد المؤتمر الشعبي الذي يمثل علي عبد الله صالح.

&وأضاف أن قرار العقوبات هو قرار مجلس الأمن، فالذي وضع العقوبات هو فقط من يقرر العقوبات، مكررا قوله إن هذه المسألة «لم تطرح بيننا وبين المؤتمر».

&&