الرياض: عبد الله آل هيضة، القاهرة: وليد عبد الرحمن: مع اقتراب كل موسم حج، تبدأ السعودية ممثلة في وزارة الحج والعمرة، الإعداد لاستقبال ضيوف الرحمن عبر لقاءات مع ممثلي الدول الإسلامية وممثلي الأقليات المسلمة، لبحث ترتيبات ومتطلبات الوفود، وذلك واجب سعودي أصيل منذ أكثر من ثمانين عاما ويزيد.
&
ورغم أن إيران اعتادت محاولة تسييس الحج بطرق مختلفة، فإنها اختارت هذه السنة إطلاق مزاعم بخصوص المناسك في وقت مبكر جدًا. وردًا على هذه الخطوة، فندت وزارة الحج والعمرة السعودية، أمس، سبب رفض إيران التوقيع على اتفاقية الحج هذا العام، نظرا للشروط الإيرانية التي تهدف جميعها إلى إعاقة أعمال الحج انسجاما مع شعائر دينية خاصة بالإيرانيين، من إقامة تجمعات ونشر منشورات.
&
وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان لها أمس، إنه في كل عام وبتوجيهات من حكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، توجه وزارة الحج والعمرة الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والدول الإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، حيث يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من 78 دولة، بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
&
وتابع البيان أنه خلال هذا العام 1437هـ، تمت دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي إلى السعودية لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج الإيرانيين، لكن الوفد الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبديًا إصرارًا شديدًا على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور، وهي: أن تُمنح التأشيرات للحجاج من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، مما يعد مخالفة للمعمول به دوليًا، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة {دعاء كميل} و{مراسم البراءة} و{نشرة زائر}، وهي مراسم وتجمعات تعيق حركة بقية الحجيج.
&
وشدد البيان على أن الوفد الإيراني غادر السعودية يوم 12-7-1437هـ دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم لهذا العام، مع العلم بأن وزارة الحج والعمرة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني أنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونيًا من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج.
&
في غضون ذلك، رفض علماء بالأزهر الادعاءات التي أعلنتها إيران أمس بمنع الحجاج الإيرانيين عن الحج هذا العام، وقالوا إن «السعودية طوال تاريخها لم تمنع أحدا عن الحج الفريضة الخامسة في الإسلام، وسجلت تاريخا بسطور من نور في خدمة الحرمين الشريفين وفي خدمة حجاج بيت الله الحرام». وأضاف علماء من الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «إيران لديها مُراهقة سياسية وتحاول أن تقحم أهدافها السياسية وخلافاتها في شؤون الدين، وأن ما تزعمه إيران من منع للإيرانيين من الحج هذا العام مُحاولة لإشعال الفتنة الطائفية، وتهييج الإيرانيين ضد السعودية».
&