&فاتح عبد السلام

وردني تساؤل افتراضي من قاريء يقول :

لو أن تنظيم داعش احتل في يوم من الأيام العاصمة الأمريكية واشنطن ، واحتجز سكانها رهائن ، وفرض عليهم ملبساً افغانياً واللحى الكثة وقطع عنهم الاتصالات والستالايت، وفوض أمورهم بيد أمراء داعش يأخذون منهم ما يطيب لهم سبايا ويفرضون عليهم مناهج تعليمية وجامعية خاصة . هل كانت الولايات المتحدة تحتمل أن تبقى واشنطن بيد داعش سنتين. كيف سيكون الرد، هل تنتظر الادارة الامريكية دورة انتخابية جديدة لتقرر ما عليها فعلهولا تكترث أن يتطبع الجيل الجديد بسلوكيات داعش . ثم إذا كانوا قادرين على أن ينهوا التنظيم المحتل لعاصمتهم في يوم واحد أو بعض يوم، فانهم يستطيعون الفعل نفسه في الموصل لو أرادوا أيضاً، لكنهم يسيرون على وفق سياقات بطيئة تؤذي المجتمع ،الذي لا نأمن أن يسلم من متطرفين ومتعصبين ،بعد هزيمة داعش .

انتهى السؤال ، وربّما انتهى الجواب المتضمن فيه أيضاً .

من السذاجة التسليم بأن المشكلة الوحيدة الأعظم هي داعش .

العالم كله حوّل في وقت قياسي مجموعة من الشراذم عبر ترويج مشاهد تلفزيونية متقنة الاخراج لعمليات ذبح وقتل لأجانب الى ماهم عليه من صورة خارقة كلما خبت غذّوها بتفجيرات في عواصم أوروبية ينفذها مراهقون سذج من ذوي السوابق ولا يعرفون عن الاسلام شيئاً.

لكن يأتي مباشرة بعد أية عملية ارهابية مباشرة ،مَن يبث تسجيل فيديو لشخص أو اثنين أو ثلاثة منهم والعلم الأسود الشهير خلفهم في طقوس بيعة لشخص تحول منذ زمن أيضاً الى شبح ما بين سوريا والعراق. ليبقى ناقوس الخطر يدق في القلوب قبل الأجواء.

هناك اختراع سياسي واستخباري اسمه الشيطنة ،يتبعه الرجم والقصف والتحرير، لكن ليس قبل أن يتم تنفيذ الأهداف .

ياترى متى يعي مشعلو الفتن الطائفية حجم ما يدور حولهم من كوارث باتوا وقود إدامة لها.

المنطقة العربية احترقت وانتهت بنسب متفاوتة، وهناك مَن يريد تطوير العملية التدميرية وخلط أوراقها بتحويل الأنظار الى أخطار جديدة هي الذئاب المنفردة في دولة أوروبية هنا أو هناك. وهذا هو الخطر الأكبر من تنظيم داعش ،حين يتحول كل عربي أو مسلم مع الزمن وتكرار العمليات الارهابية في العواصم الى ذئب بشري محتمل في نظر السلطات الأمنية في البلد الذي يعيش فيه .