&طارق مصاورة&&

كان التصوّر الإيراني أنّ التوقيع على اتفاقية النووي بين طهران والقوى الكبرى في مجلس الأمن + المانيا، سيفتح الباب أمام الافراج عن أموال إيرانية محتجزة في الولايات المتحدة، فالاقتصاد الإيراني يعاني من الحصار وبحاجة إلى استثمارات بعشرات المليارات لتعود الأوضاع كما كانت قبل ربع قرن .&

قرار المحكمة العليا الاميركية بصرف تعويضات على عائلات اميركية قضى ابناؤها نتيجة سياسات ارهابية، قيمتها 2 بليون دولار من اموال إيرانية مودعة في سيتي بانك، فقد ادانت المحكمة إيران بتسببها في مصرع عشرات الاميركيين من المارينز في بيروت عام 1983، وابراج الخبر عام 1996 في السعودية.

&

وكانت صحف اميركية قد نشرت رسالة من الرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد إلى الرئيس أُوباما يدعوه فيها إلى وقف هذا الحكم الذي سيؤثر على تاريخك .

&ومثل هذه الرسالة بقيت بلا جواب، لأن لا صلاحية للرئيس الاميركي على أحكام المحكمة العليا، ولا صلاحية له لمنع نقلها إلى العدل الدولية.

&إنّ نشر رسالة أحمد نجاد ليست دون اهداف، أو حرصاً على سمعة الرئيس الاميركي، فالرجل يستعد لترشيح نفسه عام 2017 ويطعن بشكل غير مباشر في سياسات الرئيس الحالي تجاه الولايات المتحدة والمجتمع الغربي .&

لقد نشرت «الجيروزاليم بوست» تفصيلات الرسالة وأسبابها، فوسائل الإعلام الاسرائيلية هي الاكثر اطلاعاً على الاخبار الاميركية، ولعل موقف نتنياهو من المعاهدة النووية مع إيران ما يزال في متداول الكواليس الاميركية الداخلية، فالتركيز في خطابات المرشح الجمهوري هو على رفضه لهذه المعاهدة، وعلى الغائها اذا انتخب رئيساً، وفي اوساط الحزب الجمهوري مجموعات ساهمت في دعوة نتنياهو لمخاطبة الكونغرس من وراء ظهر الادارة، الامر الذي خلق مزاجاً معادياً لنتنياهو في البيت الأبيض وفي كل الأحوال، فإن اللوبي الصهيوني قادر على اللعب بقدرة على احباط الإيرانيين أو تسهيل مهامهم في اميركا حسب التكتيك الذي تقصده حكومة اسرائيل، ولعل طهران تقتنع الآن ان المعاهدة النووية ليست مصالحة مع السياسات الاميركية في المنطقة، وتقتنع بأن مؤامراتها في المنطقة العربية لا تُزعج اميركا وأوروبا، ولا ترغمها على تقديم اية تنازلات لإيران.. والعكس صحيح، فكلما زادت إيران من تدخلاتها أصبح العرب بحاجة أكثر إلى الولايات المتحدة.. فهي المزودة بالسلاح والذخيرة، والعرب يحاربون على أكثر من جبهة .

&يُتهم أُوباما بأنه «يُجامل» إيران، لكنه ليس كذلك، انه لا يعطيها فرص الحروب الإعلامية، والانتصارات الإلهية، هذا كل ما في الأمر، فالسياسة استمرار وثبات وسيسلم أُوباما الرئيس القادم - والرئيسة طبعاً – سياسة مدروسة قابلة للاستمرار وستبقى أموال الإيرانيين مرتهنة .