&تركي الدخيل

باتت خطابات وزير الخارجية عادل الجبير موضع انتظار؛ لأنها تلخص بكلمات دقيقة، وبدقائق معدودة مشاهد معقدة جداً بالمنطقة. في المؤتمر الصحافي الذي جمعه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لخص انتهاكات الحوثيين بأربع دقائق، وأربع وثلاثين ثانية!

براهين مقنعة، وأدلة واضحة، وإحصائيات لا غبار عليها. عشرة بالمئة باليمن تريد أن تمتلك الأفضلية في القرار، خمسين ألف حوثي يريدون حكم سبعة وعشرين مليون يمني. استخدموا الصواريخ بكل أشكالها، ونصبوها على الحدود السعودية، هذه عبارات قالها الوزير بإجابته الشهيرة!

خطاب الدبلوماسية العربي المنحدر من سنين الحروب، والقوميات، والصوت العالي لم يعد صالحاً الآن. الجبير امتداد للدبلوماسية السعودية التي تختصر الكلمات للوصول بطريقةٍ أنجح إلى المشاهد والمتابع للقضايا، بل ولإقناع المحايد البعيد في أقاصي الأرض، والذي لا يقف مع السعودية والتحالف، ولا مع الحوثيين لكسبه في صفه، صف الحق، وهذا دور من أدوار العملية الدبلوماسية.

فشل الخطاب السياسي ممثلاً بساعات القذافي الطوال المستهترة بالجموع، وأساطير عبدالناصر، واستعراض صدام حسين، ولغة بشار الأسد الديكتاتورية!

السعودية تستمر في طرح الخطاب الدبلوماسي المدني العصري المباشر، ويمثله الآن ظهور الجبير في مؤتمراته، وكلماته، وفي تمثيله للسعودية بشتى المحافل.

هذه هي البلاغة، معانٍ كثيرة، بمبانٍ قليلة.