&رهان عوني على انتخاب الحريري له رئيساً للبنان في 28 ايلول وإلا محطة فاصلة في 13 تشرين

سعد الياس&

&بعد الهزة السياسية التي تعرّضت لها الحكومة والنكسة التي أصابت الحوار الوطني ، لا مؤشرات على إحداث أي خرق على مستوى الشلل والمراوحة على مستوى المؤسسات الدستورية خصوصاً أن رئيس الحكومة تمام سلام حزم حقائبه للسفر الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمــعية العــمــومية للامم المتـــحدة ما يعني غياب جلسات مجلس الوزراء مع آمال معلّقة على تبريد الاحتقان العوني على خلفية رفض التعيينات الامنية ورفض أي تمديد.

وحسب المعطيات فإن التيار الوطني الحر سائر في نهج التصعيد المتدرّج وهو يترقّب ما يمكن أن تحمله عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت واحتمال حصول تغيير في تأييد ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. ويبدو أن هناك رهاناً عونياً على مثل هذا التحوّل في موقف تيار المستقبل ناتجاً عن رسائل تصل الى الرابية حول احتمال سير الحريري بخيار عون بعد اقتناعه بصعوبة تسويق فرنجية. وبعدما ألمح مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري الى امكان التفكير بخيارات جديدة من دون أن يجزم بتأييد تيار المستقبل لترشيح العماد ميشال عون، تمّ الحديث عن اتصال أجراه مدير مكتب الحريري نادر الحريري بالعماد عون وأبلغه بالنزول الى مجلس النواب لانتخابه رئيساً في جلسة 28 ايلول/سبتمبر. لكن هذا الخبر سرعان ما تمّ نفيه من عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري.

تزامناً، كان التيار العوني يرفع من سقف مواقفه وتهديده باللجوء الى الشارع، ولوّح بأنه «عندما نتحرك لن يقف تحركنا وأعذر من أنذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية لا أكثر ولا أقل». ونقل عن العماد عون قوله للتيار «أنتم حرّاس الميثاق، والحارس الأمين والمصمم لن يأل جهداً قبل إرساء حكم الأقوياء الضامن الحقيقي لتحقيق الشراكة، فتستكين كل المكونات على يومها وغدها ومصيرها لإنهاض مشروع الدولة القوية العادلة على أمل التحرر من القيد الطائفي».

وحدّد التيار العوني موعدين فاصلين للتحرك المتدرّج تحت عنوان الميثاق: الاول في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي والثاني في 13 تشرين الأول المحطة الفاصلة «إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم» كما جاء في بيان بعد الاجتماع الاسبوعي.

وفي انتظار هذين الموعدين لا شيء غير السجالات تملأ الفراغ وأبرز هذه السجالات ما تمّ على خط معراب عين التينة بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ردّ على دعوة جعجعج الى اختصار الحوار في 5 أو 6 أطراف حتى يصبح منتجاً. فأجابه الرئيس بري «من المستحيل اختزال المكونات السياسية والطائفية بخمسة أو ستة فقط، وأنا لم أعتمد على المزاجية أو الاستنسابية في اختيار الجهات المدعوة الى الحوار، بل استندت الى معيار واحد ومشترك يتعلق بحجمها التمثيلي في مجلس النواب، وأي عبث بهذه المعادلة ينطوي على لعبة خطيرة، ويعكس ميلاً الى احتكار التمثيل واحتقار الآخرين».

فردّ جعجع عبر تويتر بالقول: «صديقي الرئيس نبيه بري، لقد قرأت مطالعتك بشأن تركيبة الحوار بإمعان ولدي الكثير لأقوله فيها، لكني لن أفعل لأنني لا أحب يوماً أن أدخل بجدل معك. ولكن تبقى كلمة أخيرة، أتمنى لك التوفيق مع هذه التركيبة وآمل أن تصل الى أولى نتائج الحوار في الـ11 سنة المقبلة إن شاء الله».

فعقّب رئيس مجلس النواب على رئيس القوات قائلاً: «سبق الفضل، وبدعائك تبخّر الحوار». فقال له جعجع: «هالتركيبة للحوار منا بحاجة لدعائي حتى تتبخر… بركتها منّا وفيّا…».

ولوحظ أنه وسط هذا السجال التويتري ، دخل حزب الله على الخط ليعتبر أن أولى ضحايا الحوار هو قانون الانتخاب مع العلم أن كل جلسات الحوار واللجان النيابية المشتركة ولجنة التواصل لم تسفر عن نتيجة ايجابية حول هذا القانون.