فايز الشهري

أيها السعوديون: الإرهاب لن يقف، والخصوم سيظلّون يتربّصون.. تأملوا خريطة الموت في العالم العربي اليوم وكيف تتطاحن الطوائف والتيارات حول من يسبق على قتل أخيه في الوطن والمصير.. تأملوا حال شعوب عربية تاهت بوصلتها بضياع الأمن وشيوع الفقر.. تبصّروا في أحوال مجتمعات عربية تتلاشى بلا راية ولا رؤية والناس تتقاسم ملامحهم أحزان الضياع والتيه.. مدن عربية كبرى بقيت قرونا تصدر الإشعاع والثقافة والحلم فأصبحت اليوم أكبر مستورد ونموذج للخراب والدمار وأكبر مصدِّر للأيتام واللاجئين والفقراء، أمّا الخصوم فهاهم يرقصون طربا على طبول الفتنة والتشويش وهم يسخرون مما يجري.

ما الذي جرى وكيف؟ هناك أسباب كثيرة ظاهرة وخفيّة.. ولكن المساهم الأكبر في كل ذلك هو ابتلاع معظم شعوب تلك الدول لطعم الخصوم والانسياق وراء شعارات ما خلّفت سوى القتل والثارات. عجبا كيف أصبح وأمسى قتلى العرب خبرا مملا وقصص الذل والهوان التي يواجهها أكثر من ٢٠ مليون لاجئ ومشرد عربي مادة خبرية رتيبة.

أيها السعوديون تنبهوا جيّدا فقد جرب خصومنا من الأقارب والأباعد كل أدواتهم ومازالوا يجرّبون موعودين بالجائزة الكبرى وهي بلادكم المملكة العربية السعودية. نعم لقد خسرت كل مراهناتهم على المجتمع السعودي ولكنهم اليوم يجرّبون (الاستفراد) باليائسين والمخذّلين والمتشائمين. الواجب علينا أن ندرك أن الخصوم لم يتقاعدوا والشيطان الأكبر لا يموت.

إن هذا الوطن العظيم منجز تاريخي وحضاري استثنائي يستدعي منّا جميعا أن نحفظ مقدراته ونمنع كل يد تريد أن تخرق السفينة. وفي الوقت ذاته سيبقى من حقنا السؤال والاختلاف داخل البيت وفي صوالينه وبكل تحضر ورقي حتى تتواصل مسيرة الأمن والتنمية ونعبر مسالك الاقتصاد وتقاطعات المصالح السياسة العالمية. والأهم أن نفوّت الفرصة على الخصوم المتربّصين ونهدي للعالم نموذجا عصريا للدولة والمجتمع الذي يستمد قوته من مكانه ومكانته.

وفي الوقت ذاته لا بد أن نوقن بحق كل شركاء الوطن والمستقبل في طموح بحجم تسامح ديننا، وألا نحجب حق السؤال وأمانة الإجابة عن جيل شاب يحاور مستقبله.

قال ومضى:

يا سيدي: لم يعد مجدياً (تأخير الجواب) فهناك المزيد من زحام الأسئلة.