أوردت مجلة "ناشونال إنترست"، نقلا عن تقارير للاستخبارات الإسرائيلية، أن أقمار التجسس الأخيرة كشفت نشر روسيا في الآونة الأخيرة صواريخ "إسكندر - إم" الباليستية قصيرة المدى في قاعدتها العسكرية بمدينة اللاذقية الساحلية، الأمر الذي يمكنها من قصف أي أهداف في منطقة الشرق الأوسط. وتأتي هذه التقارير تأكيدا لما أورده ناشطون سوريون قبل عدة أيام، حيث أكدوا أن الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرا، كشفت وجود صواريخ روسية مخزنة بشكل سري داخل قاعدة عسكرية في محافظة اللاذقية، حيث دفعت المياه الغزيرة الضباط الروس إلى نقل تلك الصواريخ إلى مواقع أخرى بواسطة شاحنات متخصصة، وهو الأمر الذي تمكنت بعض الجهات من توثيقه وتسجيله.

تسريبات مسبقة

لفت تقرير المجلة، إلى أن صدور مثل هذه التسريبات، يؤكد المزاعم الغربية التي تحدثت منذ فترة سابقة مؤكدة أن النظام الروسي نشر في سورية صواريخ متطورة يبلغ مداها حوالي 500 كيلو متر، يمكن أن تحمل رؤوسا حربية متنوعة، بما فيها الرؤوس النووية، في وقت يحاول فيه الروس إخفاء الأمر قدر الإمكان، وإنشاء عدة شبكات زائفة تمويهية داخل مجمعات قريبة وغير معبدة. وأضافت المجلة أن صواريخ منظومة "إسكندر إم" تعتبر من الأنظمة الدفاعية القوية قصيرة المدى، حيث يصل نطاق إطلاقها إلى 500 كيلو متر، والصاروخ ذو حمولة قدرها 500 كيلو جرام.
تقنيات متقدمة
أشارت المجلة إلى أن هذا السلاح يمكن أن يناور بقوة تسارع أكثر من 30 خلال مرحلته النهائية، كما أنه مزوّد بأفخاخ صاروخية مخادعة، تجعل من عمليات اعتراضه أمرا صعبا، حتى بأنظمة الدفاع المتطورة الحالية، مؤكدة أن هذا النوع ليس بالصاروخ الإستراتيجي، بقدر ما هو صاروخ باليستي تكتيكي، يهدف إلى تدمير كل الأهداف الثابتة والمتحركة. وبدأت موسكو حملتها العسكرية في سورية أواخر سبتمبر عام 2015، حيث أرسلت قوات جوية إلى قاعدة حميميم الجوية السورية، لدعم قوات الأسد في حربه ضد فصائل المعارضة، وكان سلاح الجو الروسي حاضرا في معركة حلب التي سقط فيها آلاف الضحايا والنازحين، قبل أن تقرر سحب قواتها تدريجيا من سورية مؤخرا.

أهداف خفية


وكانت مصادر عدة قد تساءلت عن سبب إقدام روسيا على نصب تلك الصواريخ المتطورة في سورية، لاسيما أن الأطراف التي تقاتلها مثل تنظيمي داعش وجبهة النصرة، إضافة إلى فصائل المعارضة السورية، لا تمتلك صواريخ بعيدة المدى، وهو ما يؤكد رغبتها في توجيه تلك الصواريخ لمواجهة أطراف أخرى، مثل الولايات المتحدة، إذا أقدمت الأخيرة على التدخل عسكريا في سورية، أو ضد مواقع تهم روسيا في المنطقة.
وأضافت المصادر أن مما يثير الريبة هو أن نشر هذه الصواريخ أتى في الوقت الذي تؤكد فيه موسكو عزمها تقليل وجودها العسكري في سورية، بالتزامن مع إصرارها على عقد مؤتمر لحل الأزمة السورية، في عاصمة كازاخستان، أستانة، أواخر الشهر الجاري.