مطلق بن سعود المطيري

تسير انقرة وموسكو في خط واحد نحو الوصول لحل سياسي للأزمة السورية، فبعد نجاحهما بعقد هدنة تلتزم بها جميع الأطراف، ومن ثم دعوة أطراف الصراع لعقد مفاوضات في أستانا في 23 من الشهر الجاري لبحث جميع المعطيات التفاوضية للخروج بصيغة توافقية تخدم الحل السياسي، فالتقارب الروسي التركي جاء بهدف التوصل لحل نهائي للأزمة السورية، وليس لاستئناف القتال تحت ذرائع تخدم النظام وطهران اللذين يريدان أن تنتهي الأزمة بهزيمة ساحقة للمعارضة، وليس عن طريق المفاوضات الدبلوماسية..

هل نحن أمام اختلاف روسي إيراني حول الوضع في سورية ؟ قد يكون هناك اختلاف بأهداف، فطهران تريد السيطرة الكاملة على سورية ولن ترضى بأقل من ذلك، وهذا الهدف يتطلب تصفية المعارضة المسلحة نهائيا، وروسيا لا تريد ان تتورط بصراع طويل ربما يعرضها للخسارة العسكرية، وهي تقرأ التجربة الأميركية في العراق، فقد كان الجيش الأميركي يسلم العراق لطهران بدون تحقيق الأهداف المعلنة للاحتلال الأميركي، نشر الديمقراطية وهزيمة الإرهاب، وهذا السيناريو التي تتخوف منه روسيا وتركيا، أو في جملة أكثر وضوحا هو ما يعارضانه، فموسكو ليس لديها أسباب أيديولوجية تدفعها للاستمرار في الحرب، مثلما هو لدى إيران، فتحالفها مع طهران يقوم على حماية النظام وهزيمة الإرهاب، وهذا تحقق جزء كبير منه من جهة هزيمة الإرهاب، أما حماية النظام فروسيا ترى انه يتمثل بإيجاد صيغة سياسية تكون مقبولة من النظام والمعارضة، فروسيا لا تريد ان تسلم سورية لإيران على طبق من ذهب، كما عملت واشنطن في العراق، لذا نرى طهران حريصة على إشراك اطراف عربية في الشأن السوري مثل مصر لكي تعطل الوصول لحل سياسي، لانها تعلم ان القاهرة وانقرة لا يوجد بينهما توافق على عدة ملفات من بينها الملف السوري، وهذا يجعل من المفيد، ان بعض الأطراف العربية ان تبعد عن المفاوضات ليس لضعف دورها أو أهميتها، ولكن من أجل ان لا تستخدم كعنصر معطل للمفاوضات..

الأمر الذي يجب بحثه بعناية هو إمكانية عمل تدريبات عسكرية بين موسكو وقوات التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب،فالاستعداد للدخول بشراكة عسكرية مع موسكو لحماية الحل السياسي المتوقع الوصول إليه أمر في غاية الأهمية، أولاً لإثبات فاعلية هذا الجيش في الحرب على الإرهاب، وثانيا أن الحل السياسي يحتاج لقوات من دول متعددة لحمايته من الاختراقات، أما فشل الحل السياسي فهذا يعني أن الحرب الأهلية في سورية سوف تستمر أعواما طويلة، وخاصة ان طهران تدفع نحو ذلك.