سمر المقرن

 الهجوم الإلكتروني الكبير المعنون بـ»شمعون2» والذي غزا مواقع إلكترونية حكومية وخاصة هذا الأسبوع هو ليس الهجوم الإلكتروني الأول ضد المملكة، بل إننا نعيش في هجوم دائم، هذا الهجوم ليس بالضرورة أن يأتي على هيئة اختراقات لسرقة بيانات مالية وحسابية، أو سرقة معلومات حكومية وأمنية، بل إن مثل هذا الهجوم الذي يأتي على هيئة اختراقات قد يكون الأسهل والأبسط في التعامل معه، لأنه واضح ومباشر، وهناك حلول تقنية كثيرة قد تمنع حدوثه وتكراره مرة أخرى، أيضاً الأضرار التي أصابت هذه المواقع بحسب المتخصيين لم تكن أضراراً جسيمة، حيث إن العدو المخترق لم يصل إلى أهدافه، إنما كل ما وصل إليه هو تعطيل المواقع وإثارة الضجة والبلبلة والانتشاء بشعور الانتصار، بينما معركتنا طويلة ولن تنتهي بسهولة، لأن معركة الهجوم على المملكة أكبر وأعمق من الاختراق الإلكتروني، هناك الاختراق الفكري الذي عثى وأفسد المنظومة الاجتماعية تجاه التشدد، سواء التشدد من جهة اليمين أو التشدد من جهة اليسار، التطرف الذي يغزو مجتمعنا ويخترق عقول الشباب التي صارت مسلطة ضد هذا الوطن، سواء الشباب الذين ذهبوا مع الجماعات الدينية المتطرفة، أو ممن ذهبوا مع الجماعات الإلحادية وهي بطبيعة الحال متطرفة!

الهجوم الدائم على المملكة واستهداف الشباب من الجنسين بكل الطرق الممكنة أقوى وأعمق وأخطر بكثير من هجمات إلكترونية يمكن حلها وتداركها بسهولة، فهذه الجهات التي تعادي المملكة «جهراً» أو «سراً» هي من تسعى لتهريب المخدرات لإفساد عقول الشباب وتدميرها وكسر منظومة القيم الاجتماعية، لأن من يدمن على هذه المخدرات سهل جداً توجيهه لتحقيق أهداف الأعداء، وحتى لو لم يتم تجنيد مدمن المخدرات فيكفي العدو فرحاً بتدمير عقل الشاب وجعله عنصر هدم (لا) بناء في مجتمعه.

الهجوم الدائم على المملكة نراه كل يوم ومنذ سنوات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعمل الجهات المعادية للملكة «جهراً» أو «سراً» على دفع تكاليف مادية كبيرة لهذه الحسابات سواء ظهرات بأسماء وهمية أو بأسمائهم الحقيقية، ولا يخجلون من كونهم سيوفاً مسلطة على وطنهم تحت ذريعة الحقوق وبقية الروزنامة الخبيثة التي تظهر بحق يراد به باطل!

قد أرى بأن ما حصل من هجوم إلكتروني ضد أكثر من عشرين موقعاً سعودياً هو الأسهل من نوعه والأقل ضرراً، فهناك عمل منظم ضد وطننا كلما تأملت بعضه شعرت برعب شديد، مع ذلك فإن الله -عز وجل- يحمينا لأننا دولة تختلف عن كل دول العالم بوجود البيتين الشريفين، وهنا أستعير من أمي -أطال الله عمرها- دعاؤها الدائم بأن الله يكفينا شر كل من فيه شر.