خالد أحمد الطراح
أحرصُ على زيارة رابطة الادباء الكويتيين للالتقاء بأعضاء الرابطة ومؤسسيها، منهم الاخوة الاعزاء الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سليمان الشطي والدكتور عادل العبدالمغني، فمجلسهم مجلس يتغنى بثراء الحوار وتعددية الرأي في ميادين الادب والسياسة والثقافة والتراث والتاريخ، وهي من الفرص التي لا تعوض وثمينة للغاية.
ففي امسية طيبة جمعتني الصدفة في زيارة للرابطة بمجموعة من الاخوة الافاضل من ممثلي «الطريقة البرهانية» التي اسسها الشيخ محمد بن عثمان عبده البرهاني، المالكي المذهب والسوداني المولد، حيث استمعنا الى حديث مطول عن انشطتهم واهدافهم ومنتدياتهم حول العالم.
من ابرز اهدافهم «النهوض بالتصوف والصوفية في جميع بقاع العالم» من اجل تصدير المحبة بين صفوف المسلمين والعالم ككل في العالم الاسلامي والاجنبي ايضا، علاوة على ترسيخ قيم التسامح والحكمة في الحوار والسلوك و«تعليم الارشاد الصحيح».
ولهم من المراجع «تبرئة الذمة في نصح الامة وتذكرة اولى الالباب للسير الى الصواب» وهو عبارة عن «خلاصة اكثر من مئتي كتاب من كتب اعلام التصوف».
الضيوف الافاضل شرحوا جانبا مهما عن اهتماماتهم، خصوصا على صعيد تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام وسماحة الشريعة الاسلامية التي استهدفته جماعات الارهاب كالدواعش الذين تتمركز غاياتهم في الذبح باسم الدين!
«الطريقة البرهانية» التي برزت في 1902 جرى تعريفها على انها الطريقة الممزوجة «بالدسوقية الشاذلية» التي تهدف الى احياء جلسات ذكر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الحوار كان شيقاً وازداد ثراء بأكثر من مداخلة للأخ الفاضل الدكتور الوقيان، فقد بارك جهود الاخوة الضيوف ومساعيهم، ناصحا بالتركيز على ما تشهده الساحة من «شطحات» تتسم بالغلو وتسميم افكار الشباب المسلم الذين اصبحوا وقودا لنار الارهاب التي تشتعل في المجتمعات الاسلامية والمجتمعات الغربية ايضا.
الحوار اتسم بالصراحة والنصيحة الصادقة، شارك فيها ايضا الاخ الفاضل الدكتور عادل العبدالمغني الذي ساهم من جانبه بمواقف تاريخية لبعض شيوخ الصوفية.
استمعنا من الزوار الافاضل لشعر مُلحنٍ يتغنى بالتسامح والحب والمحبة والصحبة الصادقة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوات الى النهي عن الغلو.
اعاد الدكتور الوقيان التركيز والتذكير بالحديث الصحيح «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
كان الحوار متميزا بايجابية المضمون والاهداف النبيلة من اجل اعادة من ضل صوابه الى جادة التسامح والسلام وفقاً للشريعة الاسلامية.
تمنيت ان يكون الحوار منقولاً على الهواء مباشرة من قبل اعلام الدولة الرسمي حتى يستمع وينتفع منه اكثر عدد ممكن، خصوصاً من فقد صوابه فقتل وذبح اشقاءه ووالديه والمسلمين وغيرهم من الابرياء.
شكرا لمن استضاف ورتب الزيارة.
التعليقات