مركز الحرب الفكرية حقيقة الإسلام التي انتظرناها طويلاً

عزة السبيعي

كل حكم متطرف يحسبه الناس يمثل هذا الدين، خلفه آلاف المنتفعين من الجماعات الإرهابية وعبيد المال والباحثين مع جهلهم عن صراخ الجماهير وتعاطفهم.
لذا هي حرب، وحرب حقيقية لأجل هذا الدين الذي ظلمت صورته في هذا العالم، وخبئ جوهره الحقيقي عن الدنيا، وهي بحاجته وبحاجة شريعته، والتي أخذت معناها من تصور جميل للحياة، فالشريعة في معناها اللغوي مورد الماء العذب الذي يتجمع عنده الناس ليسقوا أنفسهم ودوابهم. فكيف صار النار التي تحرق بها داعش الناس أحياء، أو تقنع بها القاعدة صبياً ليقتل بائعاً ضعيفا في سوق الكرادة في بغداد؟
قبل يومين غرد حساب مركز الحرب الفكرية بتغريدات قوية حول الردة، وحكم الردة كما تعلمون كان المسوغ الأول لقتل الناس من قبل الجماعات الإرهابية، بل حتى الأفراد من المتطرفين والمجانين الذين جعلوه ذريعة لقتل الناس وانتهاك الحرمات. 
وكما يقول الحساب هو فقط يعرض الآراء ولا يتبناها، وفِي رأيي هذا هو ما ينتظره المسلم، وما يستحقه عقله الذي ميزه الله به، ودعا كل العلماء الربانيين إلى استقلاليته. 
إنها مرحلة عظيمة نمر بها، ولن تكون سهلة أبداً، فالناس اعتادوا الرأي الواحد المتطرف غالباً، وسيذهلهم هذا التغيير، وربما حدثت مقاومة كبيرة في التقبل حتى لو كان مجرد تقبل المعرفة، فلدينا تاريخ طويل من إجبارهم على الرأي الواحد، وحصر معرفتهم بفقه شيخ ما قد يصل إلى مئات السنين، لكن ذلك يجب ألا يوقف نهر التغيير بنفس الهدوء والشفافية التي قرأنا الحساب يغرد بها.