عبد الله ناصر الفوزان

أعرفه قبل أن يكون رئيساً لتحرير الدعوة والمسلمون وأعرف أنه شجاع لا يفرط في شجاعته حتى لو كان الثمن ترك المنصب.

عندما تولى رئاسة تحرير مجلة الدعوة طلب مني الكتابة فيها فقلت معتذراً إن كتاباتي قد لا تنسجم مع خط المجلة فقال اكتب (ومالك شغل) فكتبت مقالاً عنوانه أورام الطب الشعبي قلت فيه إنه تورم وانتفخ مثل بطوننا فبعد أن كانت الرقية في طبق بحجم الكف أصبحت في قوارير ثم في وايتات ولأن هذا يتم تحت سمع وبصر الجميع مما يعني أنه مطلوب فقد اقترحت دعوة كبار الرقاة وأخذهم للبحر الأحمر حيث محطات التحلية ليقرؤوا فيه وحينئذ ستكون كل مياهنا مقروءاً فيها ونريح الجميع. ونشر داوود المقال فقامت القيامة عليه وعلي وعلى المجلة وكان أول وآخر مقال لي فيها أما هو فواصل شجاعته فكثر عليه الضغط فترك المجلة.

لقد تولى الآن رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهو منصب حساس مثل البارود وشجاعته مثل النار وأنا واثق أنه - إن كان ما زال على خبري وأظنه كذلك - سيشرع في نهجه التطويري الشجاع فما الذي سيحصل؟ هل تكون شجاعته قاطرة تنقل الإذاعة والتلفزيون من قبوهما المعتم إلى ساحة التنافس الواسعة المضيئة ليكونا جنباً إلى جنب مع وسائل الإعلام الأخرى الناجحة أم يحصل الانفجار الذي يجعل داوود يغادر المنصب من جديد؟

هل تنجح عينه الحمراء التي (يبرزها) أحياناً على ضيوفه في برنامج الثامنة أم تكون عين الحكومة وأنظمتها أقوى؟ يعني هل يتحمل ظهره أم يكسره ثقل الإعلام الحكومي الذي هو مثل مجلس الشورى أثقل الصخور.