ياسر الشاذلي 

قال الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالعزيز حمد العويشق، إن «الديبلوماسية السعودية نجحت في كسب الجانب الروسي». وأشار إلى أن «نقاط الاختلاف بين المملكة العربية السعودية وروسيا ترتكز في الدرجة الرئيسة على ملفات مهمة مثل الملف السوري،

وملف التعاون الروسي- الإيراني في مجال الصواريخ الباليستية ومجال الطاقة النووية». وأعرب العويشق عن اعتقاده بأن «زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، وثقت العلاقات السعودية- الروسية، التي هي جزء من العلاقات الخليجية- الروسية، إذ وقع الجانبان أكثر من عشرة اتفاقات مهمة بين البلدين». وأشار إلى أن «موسكو أبدت خلال الزيارة رغبة حقيقية في تطوير العلاقات». وأضاف: «أعتقد أن هذه العلاقات أمر مهم بالنسبة إلى الجانب الروسي». وتساءل عن مرونة الموقف الروسي في ما يتعلق بسورية وإيران، وقال: «نريد أن نرى تغييراً في المواقف الروسية، والأسابيع المقبلة ستظهر ما إذا كانت هناك مرونة في الموقف الروسي خصوصاً في ما يتعلق بسورية». وزاد: «أما في ما يتعلق بإيران، فلدى الروس مرونة في هذا الملف وهم على استعداد للاجتماع والتشاور مع الجانب الخليجي لاسيما في السلامة النووية أو برامج الصواريخ الباليستية، خصوصاً بعد استهداف الحوثيين مدينة الرياض بصواريخ إيرانية الصنع، وقد تكون هناك تطورات مهمة في المستقبل بخصوص هذه الملفات».

وأشار العويشق إلى أن «هناك نقاط التقاء كثيرة مع الجانب الروسي مثل الاهتمام المشترك بقطاع الطاقة»، لافتاً إلى أن «ثمة تقديراً من الجانب الخليجي للدور الروسي في دعم القضية الفلسطينية، ودعم الحكومة الشرعية في اليمن». وأضاف: «سبق أن ناقشنا مع الجانب الروسي في أيار (مايو) 2016 في موسكو خطة عمل مشترك إلى الآن لم يتم إقرارها، واجتماعنا في مقر المجلس (الخميس الماضي) كان جزءاً من التحضير لاعتماد خطة عمل مشتركة».

وحول ملف الصواريخ الإيرانية، قال إن «روسيا ساعدت إيران في برنامجها للصواريخ الباليستية، والمفروض أن يكون لها تأثير في التزام قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يفرض قيوداً على برنامج الصواريخ الإيراني». وأضاف: «نعتقد أن روسيا لا تمارس الضغط الكافي على طهران في هذا الملف، بدليل أننا نرى صواريخها تنتقل إلى اليمن ومنها إلى الرياض». وذكّر بأن «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعلن أخيراً أنه تم استهداف الرياض بـ83 صاروخاً باليستياً معظمها من صنع إيراني بفضل المساعدة الروسية، لذا يجب على روسيا أن تمارس مسؤولياتها كعضو في مجلس الأمن وتمنع طهران من تصدير هذه التقنية والمكونات الصاروخية إلى اليمن أو غيره». وأشار العويشق إلى أن «مفاعلات نووية إيرانية كثيرة تم بناؤها من روسيا أو بمساعدتها، ويوجد قلق خليجي حقيقي من إمكان وقوع حوادث في هذه المفاعلات إما بسبب زلازل أو غيرها، ونحن دائماً نطالب إيران بانضمامها إلى الاتفاقات الدولية الخاصة بالسلامة النووية، وهذه الاتفاقات غير اتفاقات منع انتشار الأسلحة النووية». وزاد: «حتى عندما يكون هناك برنامج سلمي، فإن إيران مطالبة بالانضمام إلى اتفاقات ضمان السلامة النووية لطمأنة مواطنيها وجيرانها، خصوصاً أن عدداً من مفاعلاتها على الخليج العربي مثل بو شهر، يقع على خط الزلازل وإذا تعرض لأي حادثة لا سمح الله فقد يؤدي ذلك إلى تلوث مياه الخليج بالكامل». وتابع: «لهذه الأسباب، نحن في دول الخليج ننتظر من الجانب الروسي الضغط على إيران والتزام الشفافية في حال وقوع حوادث أو ما شابها».

وفي ما يتعلق بالوضع في سورية، أوضح العويشق «أننا نختلف مع روسيا حول مصير بشار الأسد».