عبده خال

قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات (لا بد من سماع مزيد من التفاصيل من الإدارة الأمريكية قبل تأييد فكرة المناطق الآمنة في سوريا).

وهو قول صائب، إذ لابد من معرفة مرتكزات أمريكا لتحديد الأماكن الآمنة والأهداف من إيجاد تلك المناطق، وهل وصلت الحرب الباردة والساخنة بين أكبر قوتين إلى المطاف الأخير لكي يعلن عن النهاية (أوفر قيم) من خلال حرب يمكننا القول عنها الحرب العالمية الثالثة، ولكون البلدين اختارا ساحة المعركة بعيدا عن بلادهما من أجل تصفية الخلافات أو إعادة تحبير اتفاقية سايكس بيكو على أنقاض سوريا وليس من خاطر عيون اللاجئين السوريين.

فماذا سيحدث لو قام الطيران الروسي بضرب هذه المناطق، وماذا سيكون رد أمريكا؟

ولأنه لا يوجد انتصار في أي معركة ما لم يتواجد انتشار ميداني للجنود، فهل سنرى إنزال الجيوش الأمريكية والروسية ومن ثم جنود حلفاء كل دولة وتحويل سوريا إلى أرض الفناء.. أو أرض الالتقاء، وهو اللقاء الذي يئس منه هرقل ملك الروم بعد هزيمته أمام المسلمين في معركة اليرموك عام 15 للهجرة الموافق 636 للميلاد، فقال جملته الشهيرة (وداعا سوريا.. وداعا لا لقاء بعده).

فهل جاء ترمب ليعيد الصراع الأزلي بين الروم والفرس ولكن بصياغة جديدة؟

أعتقد أن الشيخ عبدالله بن زايد يقف بتريثه في النقطة الحساسة التي يجب على العرب ودول الخليج تحديدا عدم الانقياد فيها لجنون ترمب، فترتيب أحداث ثورة سوريا بدأ بالتخلص من النظام فإذا به يتجاوز النظام إلى تفتيت الدولة وتقسيمها (كما كان مخططا له في جميع ثورات الربيع العربي)، ولأن مخطط الفوضى الخلاقة قامت برسمه أمريكا على أن تكون البادرة الأولى سقوط أنظمة الشرق الأوسط وإحداث قوى متنازعة يؤدي تنازعها إلى سقوط الدول نفسها من أجل تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد.. طبعا بعد تقسيم المقسم.