خالد أحمد الطراح

رفع الستار في 2017/1/15 امين عام المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية عن خطة تنموية تحمل ماركة «براند» اسمها «كويت جديدة»، لكن لا الحديث عن الخطة ولا اهدافها ولا تفاصيلها حملت بصيرة عميقة تنسجم مع الآمال المعقودة على تحقيق نقلة تنموية تخلق وطنا جديدا، رغم اني مع كويت الامس، ولكن بحلة تنموية تلبي الطموحات.


كويت الامس، اي قبل سنوات من تحول التنمية الى وهم وحقل تجارب، كان لها رونق من الجمال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، للأسف، لم تحافظ عليه الجهات الرسمية، ولم تركز على تطويرها، لذا من الصعب ان تصبح لدينا كويت جديدة، إلا في حالة وجود صورة ذهنية وهمية بعيون غير بصيرة!
هذا الشعور ليس نقدا فقط، وانما تشاؤم خلقته معوقات تنموية بشرية على مدى عشرات السنوات بسبب فشل من جاء على سدة التخطيط لأسباب موضوعية سيتم توضيحها.
أما التفاؤل، فسيعتمد على بصيرة جهاز التخطيط في خلق تنوير بخطط الدولة خلال المستقبل القريب والبعيد!
الحديث الصحافي لامين عام التخطيط د. خالد مهدي (الانباء) تناول قشورا عن التنمية من دون تحديد تفاصيل الفريق الذي سيقودها، هل المجلس الاعلى للتخطيط؟ ام الامانة العامة؟ ام فريق استشاري محلي او ربما اجنبي كالعادة؟!
الى جانب ذلك، لم يفصح الامين العام عن آلية العمل والتنفيذ، ولم يشرح لنا كيفية وصول الكويت الى «مرحلة التنظيم بعد مرحلة التشغيل»، اي التنفيذ، خصوصا في ظل عدم المعرفة بأي معلومة حول بدء مرحلة «التشغيل»، وكيف يمكن استيعاب ان التنظيم يأتي بعد التشغيل والتنفيذ، وليس العكس؟!
شدد خبير التخطيط مهدي في ذات الوقت «ان من الواجب على الدولة اليوم ان تزيل كل العراقيل التي تعترض تطور القطاع الصناعي… الخ» وهو حديث مستغرب من قيادي مسؤول عن التنمية و«واجب» كهذا يجب ان يوجه الى المجلس الاعلى للتخطيط برئاسة سمو رئيس الحكومة او الى الوزيرة المعنية وليس للشعب إلا اذا كانت الامانة العامة مؤسسة منفصلة عن الدولة!
اما عن الدعم الاعلامي للتنمية، فنود التنويه بان كلمة «براند» BRAND هي مصطلح لماركات وعلامات تجارية وليس لحملة اعلامية تستهدف التنوير والتعريف وخلق شراكة مع المجتمع، واذا كانت «كويت جديدة» هي البراند، فمن الاصح اعلاميا ان تكون شعارا وهدفا لمرحلة قادمة او منشودة!
انصح امين عام التخطيط والوزيرة بقراءة متأنية وتحليل لحديث رئيس لجنة الكويت الوطنية للتنافسية العالمية، الدكتور فهد الراشد، في 2017/1/18 في الجمعية الاقتصادية حول تقرير اللجنة الاخير والبيانات والتفاصيل التي تم استعراضها، لعلهما يطلعان على الفرق ما بين الحديث العلمي الاقتصادي والحديث السطحي عن قشور التنمية والشراكة مع المجتمع والقطاع الخاص تحديدا!
فالتنمية باتت كالأرجوحة ترتفع الى الاعلى ثم تعود الى نفس المكان!