الياس الديري

مجرَّد اقتراح: من قمة عربيّة موسَّعة إلى قمة لبنانيَّة ثلاثيَّة.

مَنْ يُسجِّل نجاحاً في قمة تضم ملوك ورؤساء العرب، لا بدَّ أن ينجح في قمة تضم رئيس الجمهورية اللبنانيّة، رئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة.


بدعوة من الرئيس ميشال عون يلتئم الشمل، وينضم إليه الرئيس نبيه برّي والرئيس سعد الحريري. وفي قصر بعبدا عوض قصر البحر الميت.


يضع كلٌّ مِن الرؤساء الثلاثة ما لديه من نصوص واقتراحات ومشاريع قوانين في كفّة، والوضع اللبناني بكل هواجس فئاته، فضلاً عن القلق من رحلة جديدة في "عالم الفراغ"، في الكفّة الأخرى.


مجرَّدُ اقتراح يعود القرار في شأنه إلى الرئيس عون العائد من قمّة سجَّل فيها حضوراً مميّزاً، كما ألقى خطاباً قوبل بارتياح المؤتمرين، كما حظي بتأييد غالبيَّة اللبنانيّين الذين يتطلَّعون إلى لحظة جلاء هذه الغيوم السود منذ شهور ودهور.
استناداً إلى هذه "المحطَّة" البالغة الأهميَّة بالنسبة إلى العهد العوني، والاتكاء على الأجواء المريحة والإيجابيَّات المستجدَّة، لا بدَّ من التوجُّه إلى رئيس الجمهوريّة باقتراح القمة الثلاثيَّة حيث يتمتَّع الرؤساء الثلاثة بدعم من الأكثرية الساحقة والمسحوقة.


والشعار دائماً: قانون انتخاب جديد يرضي الجميع، أو استمرار القمة ومثابرة الرؤساء الثلاثة على البحث والحوار والنقاش والأخذ والرد والتعديل، إلى أن تتم الأعجوبة اللبنانيَّة... وتنتشر عبر الصحارى والبحار.


بمجرّد توجيه الدعوة إلى مثل هذه القمة اللبنانيَّة تتبدَّل معنويّات الناس وترتفع في اتجاه التفاؤل. فلا بدَّ من التعاون الثلاثي، ولا مفرَّ من انتاج قانون انتخاب في أقرب فرصة، بل في أقرب وقت حتى وإن كان لا بدَّ من "تمديد تقني" يواكب هذه "التجربة الثلاثيَّة" الجديدة على النظام اللبناني، والوضع اللبناني، والأزمات اللبنانيّة. وإذا ما خطر لأحدهم أن يَطرح "استغراباً" أو تساؤلاً دستورياً، أو يسأل أين مجلس النواب، أين مجلس الوزراء، فليكن الجواب ان رئيس الجمهورية هو رئيس كل المؤسَّسات، ورئيسا المجلس والحكومة حاضران ناضران، وكل لبناني يغار على لبنان يتمنَّى بلوغ نهاية حميدة لعقدة بدأت تشغل البال بالجملة لا بالمفرَّق.


على هذا الأساس، وفي ضوء بصيص الأمل الذي بدأ يطلُّ على لبنان من خطاب في قمّة عربيَّة ومن زيارة للرياض تحوَّلت مفاجأة سارة، لا شيء يحول دون اتخاذ المبادرات غير التقليديَّة، فلعلَّ وعسى.
ولا ينسى أحدٌ منّا أن الوضع الاقتصادي المعيشي واقف على صوص ونقطة.
ما مِن حلّ لكل هذه التعقيدات إلّا بقمّة لبنانيّة على مستوى الرؤساء.