مشاري الشلهوب
كيف لنا أن ننعم باختراعات الأمم، وإنجازاتهم، وعلومهم، ونتعلم في جامعاتهم، ونقاتل من يعادينا من الأمم
اللهم عيلك باليهود ومن هاودهم، وبالنصارى ومن ناصرهم، وبالشيوعيين ومن شايعهم، اللهم سلط عليهم جنودا من عندك، اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، اللهم اجعل دائرة السوء عليهم إلى يوم الدين، اللهم يتم أطفالهم، ورمل نسائهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك…-انتهى دعاء الإمام-
في كل سنة في رمضان تبدأ فعاليات الدعاء على البشر، وتُفتتح مراسم الكراهية للأديان، ويبدأ الاحتفال بالدعاء على الأمم.
العجيب أن الكل يؤمِّن على دعاء الشيخ (آمِينَ)، والغريب أن بِالتَّأْمِينِ هذا يستوي الجاهل، والعالم، والمثقف، والمتعلم؛ فكلهم يؤمِّنون بلا شعور، وبدون أدنى تفكيرِ في الأمور، وبلا أي تمحيصٍ بالهذيان الذي يذكره الإمام في أغلب الأحيان، فكأن وظيفتهم التَّأْمِينِ على كل حال.
كيف لهم أن يؤمِّنوا على مثل هذا الدعاء، وكيف لهم أن يعيشوا بسلام مع الأمم كلها إن كانوا يرجون الرحمن أن يدمر الأمم فَتُزَاَل؟ حتى لا يبقى في الأرض إلا غيرهم إنسان!
كيف لهم أن يدعوا الناس إلى الإسلام «دين السلام»، وكيف للإمام أن يتجرأ فيدعو بهذا الدعاء الذي يصل إلى جميع الأقطار والأمصار، وما كان له أن يصل لولا فضل الله، وفضل من دعا عليهم الإمام.
كيف لنا أن تنتزع حقوقنا بالصياح إلى السماء، ويخرج بَعضُنَا ما يحمله من كراهية بالدعاء على سائر البشر، وينشُر بعضنا خطاب الكراهية لكل الناس.
اُقسم بمن رفع السماء أن مثل هذا الدعاء في مثل هذا المكان في مثل هذا الزمان في مثل هذا الجمع؛ عارٌ بين، وضلال مستطير ينبغي لنا أن نتوقف عنه.
كيف لنا أن ننعم باختراعات الأمم، وإنجازاتهم، وعلومهم، ونذهب إلى مستشفياتهم، ونستفيد من علاجهم، ونتعلم في جامعاتهم، ونقاتل من يعادينا من الأمم بسلاحهم، ونجمع المال الذي يقينا شر الزمان، ونستثمره بطريقتهم ووفق قوانين مأخوذة من قوانينهم، ونعاهدهم، ونشاركهم، وندعوهم إلينا فنكرمهم، ويدعوننا إليهم فيكرموننا، ثم إذا جاء رمضان دعونا عليهم بالدمار الشامل، وبالمصائب التي لا تُزال.
أظن أن عقولنا تبدلت فأصبحت مثل الأخشاب من السهل أن تُنخر.! أو أن نفوسنا تعودت على كره كل ما هو جميل، ولربما تعودنا مع مر الزمان أن نسير كالأغنام، يقودنا الراعي الشيخ أو الإمام.
حتى لا يُفهم كلامي خطأً أو أصنف من البعض تصنيفاً به سقموا أو ينال مني بتجريحٍ وتسفيهٍ؛ لا أقصد بكلامي المعتدين على الإسلام من البشر، أو على المعتدين على البشر بالدمار والخراب الدامي، ولا الذين يكيدون لنا بالشر المستطير، فهؤلاء معدودون، ومعلومون، وملعونون.
وبعد أن أوضحت مقالي أقول؛ فلنتوقف عن الدعاء على من أفضالهم علينا ملموسة، ولنجعل شعارنا الجد والعمل، ولنترك عنا الدعاء عليهم والكسل، ومن أراد أن يخرج ما في قلبه من أحقاد، ويتمتم بما في قلبه من كراهية وبغض؛ فليفعل ذلك مع نفسه، وليزهد بكل ما اخترعوه أو أوجدوه، وليخفض صوته بالدعاء، حتى لا يُسمِعَ من حوله، فيدان بأن فيه سفها في عقله أو خللا في نفسه.
التعليقات