ياسر صالح البهيجان

الحكومة القطرية وضعت نفسها في موقف مخجل بعد أن أعلنت رغبتها في المشاركة لوضع حل للأزمة السورية، لتبدو كحمل وديع ينشد السلام في المنطقة، بينما يدها لا تزال متلوثة بدعم ميليشيات إرهابية في سوريا، فضلا عن سلوكياتها الإجرامية التي تضررت منها الدول الخليجية والعربية.

تحاول الدوحة في سلوكها الراهن إقناع المجتمع الدولي بعدم تورطها بدعم التطرف في الشرق الأوسط، لكن مساعيها لم تؤخذ على محمل الجد. ثمة تقارير استخباراتية تؤكد ضلوعها خلف تنظيمات إرهابية أعاقت حلول السلام، ولا يمكن أن تتعامل الدول معها لحل أي أزمة حالية أو مستقبلية ما دام أشقاؤها لم يسلموا من سلوكياتها العدائية، وما دامت أيضًا لا تزال مستمرة في مكابرتها ورفضها للتراجع عن أفعالها غير المبررة.

قطر تريد لعب دورين مزدوجين في العلاقات الدولية، الأول أن تصبح محاميًا للشيطان باحتضانها للمتطرفين وتمويلها للإرهاب وإقامتها لمعسكرات تجهّز المسلحين غير الشرعيين، والثاني أن تبدو ملاكًا يبتغي نشر السلام عبر إطلاقها لمبادرات جوفاء تنافي سلوكها العدواني وسياستها الفوضوية. وإن كانت هذه الحيلة المزدوجة ممكنة الحدوث قبل أعوام، فإنها اليوم محكومة مسبقًا بالفشل بعد أن كُشفت سوءتها وظلت عارية أمام المجتمع الدولي. هي الآن ملزمة أن تختار بين الانتماء للملائكة أو الانضمام إلى الشياطين وليس إليهما معًا.

كيف تبحث الدوحة عن دور إقليمي وهي عاجزة عن مواجهة مأزقها الذي كشفت عنه حكومات السعودية والإمارات والبحرين ومصر بتأكيد وقوف حكومتها في صف المتمردين والمرتزقة والمتطرفين وضخها لمليارات الدولارات بهدف زعزعة الأمن وتفكيك الدول وإثارة الفوضى والفتن. كيف يمكن قبول تحول قطر إلى وسيط في النزاعات الإقليمية وهي تعمل على تقويض الوساطة الكويتية وتتهرب من تنفيذ ما تعهدت به في اتفاق الرياض.

الحكومة القطرية ستظل موصومة بعار الإرهاب إلى أن تغيّر من نهجها السياسي، وسيظل دورها الإقليمي والدولي ضئيلاً ما لم تدرك فداحة ما ترتكبه بحق جيرانها، وتعلن تراجعها عن غيّها، وتعود إلى حاضنة منظومة الخليج دون أي تعاون من قوى الشر الإقليمية ذات الأجندات التوسعية والتي تروم خراب المنطقة وزعزعة أمنها.