قال موقع «npr» في تقرير له، إن هجمات تنظيم داعش الإرهابية باتت منخفضة التكنولوجيا، خاصة بعدما استبدل استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات بالسكاكين والمركبات، موضحا أن هذه الاختيارات الجديدة تشير إلى التكتيكات الجديدة للتنظيم.
وأضاف التقرير الذي أعده مراسل الأمن القومي في الراديو الوطني العام جريج ماير، أن داعش أعلن مسؤوليته عن هجوم السيارة الفان التي دهست عددا من المواطنين في برشلونة، وذلك على ضوء خسارة التنظيم معاركه في سورية والعراق، غير أن هجمات التنظيم في المدن الأوروبية أصبحت أكثر تكرارا ونجاحا.
وحسب التقرير، فإن هذين التطورين مرتبطين ببعضهما البعض بشكل وثيق، حيث يقدم تنظيم داعش توجيهات تفصيلية للداعمين حول كيفية تنفيذ هجوم باستخدام مركبة أو شاحنة كبيرة، وتجنب السيارات الصغيرات التي لا تحقق الهدف بزيادة عدد الضحايا، مبينا أن داعمي داعش بينوا ذلك في الهجوم الأخير في برشلونة والذي تم من قبل سائق مسرع في سيارة فان بيضاء في جزء من المدينة مزدحم بالسياح.
نقاط قوة وضعف
تضمن التقرير، حوار جريج ماير، مع البروفيسور في جامعة جورج تاون والأستاذ في معهد بروكينغز، والذي قال إن هجوم برشلونة يكشف عددا من نقاط قوة وضعف، وأن من نقاط القوة الواضحة هي أن الجماعة الإرهابية تمتلك مجموعة كبيرة من الداعمين خصوصا في أوروبا، والتي بإمكانها أن تطلب منهم تنفيذ الهجمات، أما من نقاط الضعف أن التنظيم يواجه صعوبة في تنفيذ المزيد من العمليات المعقدة أكثر.
وذكر ماير، أن من الأمثلة الواضحة على ذلك، هو أن الهجمات الأخيرة أصبحت تشتمل على مركبات وسكاكين بدلا من المسدسات والمتفجرات، وأن الشرطة تعتقد أن أحد الخلايا الإرهابية كانت تحاول زرع قنبلة يوم الأربعاء الماضي في أحد المنازل جنوب غرب برشلونة، غير أن القنبلة انفجرت قبل ميعادها، ما أدى إلى تدمير المنزل ومقتل شخص واحد، يعتقد أنه من قام بصنع القنبلة، في حين أشار بيمان إلى أن هذا الشخص لم يكن بمفرده، حيث كان هنالك عدة أشخاص مشاركين، ما يؤكد أنها شبكة أوسع وتتبع تنظيما أكبر.
هجمات فردية
أضاف ماير أن الولايات المتحدة أطلقت حملتها الجوية ضد تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات، ومع خسارة التنظيم تواجده في العراق وسورية، بدأت هذه الجماعة الإرهابية بتنفيذ هجماتها في أوروبا كي تثبت أنها كانت قوة جبارة في مناطق تتجاوز حتى الشرق الأوسط، وأصبح من وجهة نظرها ضرب أوروبا أمرا أكثر أهمية من أي وقت مضى، مبينا أن الهجوم الأكثر إثارة كان في باريس والذي أنهى حياة 130 شخصا في نوفمبر 2015، ولافتا أنه منذ ذلك الوقت بدا وأن داعش يخطو خطوة جديدة بتشجيع الهجمات الفردية للداعمين الذين لا يمتلكون روابط رسمية مع الجماعة.
الأعمال الفردية
كما تضمن التقرير حوار ماير مع نائب مستشار الأمن القومي خلال حكم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، جوان زاريت، والذي أشار إلى أن تنظيمي داعش والقاعدة ينفذان في هذه المرحلة استراتيجية «كل ما سبق»، والمتعلقة بالأعمال الفردية، وذلك محاولة منهما للحصول على متابعين أكثر، من خلال استخدام تكتيكات متوفرة وممكنة.
وفي هذا السياق قال ماير إنه مع توقعات ضعف أوروبا في المستقبل، فإن تنظيم داعش أصبح أكثر فعالية في جذب الشباب المسلمين الأوروبيين هناك في مواطنهم، فيما قال زاريت، إن الشبكات الإرهابية الموجودة حاليا في أوروبا تضخمت بفعل متابعة وتوجيه داعش.
عودة المتشددين
وذكر ماير إن آلاف المسلمين الأوروبيين ذهبوا إلى الشرق الأوسط من أجل القتال لصالح تنظيم داعش ثم تمكنوا من العودة إلى أوطانهم، مبينا أن هذا الخطر هو ما يوجه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وأن الجيش الأميركي لا يرغب في مجرد طرد الدواعش من معاقل التنظيم مثل الرقة في سورية ومن ثم فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون بمحاصرة داعش بهدف القضاء على هؤلاء المقاتلين في الرقة، فيما رأى زاريت أن الفكرة هي أن الولايات المتحدة غير قادرة على السماح لهؤلاء المقاتلين بالهرب، في الوقت الذي لا يمكن السماح لهم بالحصول على ملاذ آمن، لأن خطرهم سيطاردها.
التعليقات