منيرة أحمد الغامدي

تلك العبارة كانت مبادرة رائدة وتحسب لوزارة الثقافة والإعلام السعودية ووزيرها المتميز الدكتور عواد بن صالح العواد للترحيب بضيوف الرحمن الذين هم من أولويات واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - ومن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤى الوطنية التنموية الشابة وقائدها.

مضمون المبادرة يتمثل في ترجمة العبارة الترحيبية « السعودية ترحب بالعالم» إلى عشرين لغة عالمية، ويؤكد ذلك أن الوزارة وفي السنوات الأخيرة تحديداً تعمل باحترافية عالية في إبراز شؤون إعلامية كثيرة متوافقة مع النسق الدولي الداعي إلى السلام والمحبة، وما احترافية تغطية الوزارة لشئون الحجيج ومتابعة تفاصيل الحج بكل وسائل الإعلام المختلفة إلا مدلولات على تلك الاحترافية التي يتلمسها الجميع.

أن تأتي مبادرة الترحيب بالحجيج بعشرين لغة في عبارة « السعودية ترحب بالعالم» ليست عبارة حصرية على موسم الحج بل هي سياسة تنتهجها المملكة وتنفذها على أرض الواقع لتؤكد للعالم أنها دولة تدعو إلى التقريب بين الشعوب والترحيب بالجميع للعيش بمحبة وسلام، وهي رسالة واضحة أن المملكة العربية السعودية ستقدم كل خدمة ممكنة لتحقيق أهداف السلام والمحبة العالمية وستقدم كل الوسائل وبكل القنوات المتاحة وفي جميع المناسبات.

هذه المبادرة هي لبنة متميزة تختلف عن الإعلام التقليدي وتؤكد على دور الإعلام المهم والحيوي كجسر للتواصل لتعزيز ثقافة السلام العالمي، وتقليص أوجه الاختلاف والتضاد والتي تنعكس إيجابا على الاستقرار الاجتماعي للمجتمعات. ليس ذلك فحسب بل حين تستشعر الدول أنه مرحب بها هو دعم للتبادلات الاقتصادية التنموية والاستثمارية بين الدول على مستوى العالم لتحقيق أرباح تنموية مشتركة تنعكس على الشعوب والموطنين.

« السعودية ترحب بالعالم « ليست عبارة تقليدية بل هي خطة شاملة ومتكاملة لخصتها المملكة العربية السعودية لتحقق التعريف الحقيقي للإسلام، ولتصب في أهداف العالم الدولية لنشر المحبة والسلام وتدعم توجهات دولية كتوجهات الأمم المتحدة الداعية للسلام الذي هو مطلب الشعوب كافة في كل الديانات السماوية، والإنسان بطبيعته محب للسلام والخير والذي ينعكس عليه إيجاباً في كل شؤونه الحياتية سواء الاجتماعية أو الاقتصادية التنموية أو السياسية الأمنية.

هذه قراءة سريعة لعبارة ترصد في مضمونها الكثير، ولعل وزارة الثقافة والإعلام ومن خلال مواصلة توجهها المتميز واستمرار مسيرة الرسالة الشاملة أن تواصل بث رسائل مشابهة للعالم لتفعيل نقاط الالتقاء بين الشعوب قاطبة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وان تتبنى برامج المحبة والسلام بين الشعوب ولا سيما في تفعيل دور الشباب - الذين يشكلون أكثر من نصف التعداد السكاني العالمي - في أداء المهمة، وان تعمل الوزارة على تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدان لما فيه خدمة الأوطان لسلام عالمي شامل.