عانت الرياضة السورية، في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، من تراجع كبير نتيجة للفساد والمحسوبية والوساطة والسرقة. هذه العوامل أثرت بشكل كبير على تطور الرياضة في البلاد وأدت إلى تدهور الأداء الرياضي على مختلف المستويات وتراجع النتائج للمنتخبات الوطنية في جميع الألعاب الرياضية، وخاصة في كرة القدم والسلة اللتين كانتا تنافسان المنتخبات العربية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تراجعت الألعاب الفردية وغاب الأبطال السوريون عن المنصات التتويج في المحافل الدولية والعربية.

أما الفساد فقد كان متفشياً في المؤسسات الرياضية، حيث كانت القرارات تُتخذ بناءً على المصالح الشخصية والعلاقات بدلاً من الكفاءة والجدارة. هذا الأمر أدى إلى تهميش العديد من الرياضيين الموهوبين الذين لم يتمكنوا من الحصول على الفرص التي يستحقونها، بل إلى محاربتهم، مما دفع بالعديد من النجوم والخبرات إلى الرحيل خارج البلاد والتفوق فيها. وهذا ما حدث مع النجمة الأولمبية غادة الشعاع التي استقرت في ألمانيا نتيجة الإهمال والإبعاد.

ولا بدَّ من الإشارة إلى أن المحسوبية والوساطة كانت أيضاً من المشاكل الرئيسية، حيث كانت المناصب الرياضية تُمنح للأشخاص بناءً على علاقاتهم الشخصية بدلاً من مؤهلاتهم وخبراتهم. هذا الأمر أدى إلى ضعف الإدارة الرياضية وعدم القدرة على تطوير البرامج الرياضية بشكل فعال.

أما السرقة وسوء الإدارة المالية فكانت من العوامل التي ساهمت في تدهور الرياضة السورية. الأموال التي كانت مخصصة لتطوير البنية التحتية الرياضية ودعم الرياضيين كانت تُهدر أو تُستخدم لأغراض شخصية، مما أدى إلى نقص الموارد وعدم القدرة على تحسين المنشآت الرياضية. سواء الملاعب أو الصالات الرياضية التي تحولت إلى أراضٍ قاحلة كملاعب العباسيين الشهيرة في دمشق والحمدانية في حلب والمدينة الرياضية في اللاذقية، حيث تحولت إلى ثكنات عسكرية وسجون للأفرع الأمنية.

إقرأ أيضاً: أول لاعب سعودي في الكالتشيو الإيطالي

يمكن القول إن الرياضة السورية في عهد الأسد عانت من تراجع كبير نتيجة للفساد والمحسوبية والوساطة والسرقة. الأمل يكمن في المستقبل، حيث يمكن أن تتحسن الأمور مع الإصلاحات المناسبة والالتزام بالشفافية والنزاهة. وبعد التطورات السياسية الأخيرة وهروب الرئيس المخلوع، هناك أمل كبير في تحسن الواقع الرياضي في سوريا. هذه المرحلة الجديدة تفتح الباب أمام العديد من الفرص والإصلاحات التي يمكن أن تعيد الحياة إلى الرياضة السورية وتحقق تطوراً ملحوظاً في هذا المجال.

أولاً، يمكن أن يؤدي الاستقرار السياسي إلى توفير بيئة مناسبة لتطوير الرياضة. مع غياب الفساد والمحسوبية، يمكن توجيه الموارد بشكل أفضل لدعم الرياضيين وتطوير البنية التحتية الرياضية. هذا يشمل بناء وتجديد الملاعب والصالات الرياضية، وتوفير المعدات اللازمة للفرق واللاعبين.

ثانياً، يمكن أن تساهم الحريات الديمقراطية في تعزيز المشاركة الشعبية في الرياضة. مع وجود نظام سياسي أكثر شفافية وعدالة، يمكن للرياضيين الشباب أن يجدوا الفرص للتعبير عن مواهبهم والانضمام إلى الفرق الوطنية والدولية دون عوائق. هذا يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف مواهب جديدة وتحقيق إنجازات رياضية على المستوى العالمي.

إقرأ أيضاً: نجوم الرياضة السورية وسقوط الطاغية

ثالثاً، يمكن أن تساهم الإصلاحات الاقتصادية في تحسين الوضع المالي للأندية والفرق الرياضية. مع وجود اقتصاد مستقر ونمو اقتصادي، يمكن للشركات والمستثمرين أن يدعموا الرياضة من خلال الرعاية والتمويل. هذا يمكن أن يساعد في تحسين الأجور والمكافآت للرياضيين، مما يشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم.

في النهاية، يمكن القول إن هناك أمل كبير في تحسن الواقع الرياضي في سوريا بعد التطورات السياسية وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد. مع الالتزام بالإصلاحات المناسبة والشفافية والنزاهة، يمكن أن تشهد الرياضة السورية نهضة جديدة وتحقق إنجازات كبيرة في المستقبل. يرفرف العلم السوري في المحافل الدولية والعربية ويحقق نجوم الرياضة السورية الميداليات البراقة في كل الميادين والملاعب.