مها الشهري
كل عام وأنتم بخير، من الأوهام الناشئة عن تلقين الفرد والجماعة هو شعورهم بأن التغيير يعد شأنا خطرا يهدد الاستقرار النفسي، الأمر الذي يجعل الرفض التلقائي ذريعة يتغنى بها المسؤول لوضع أولويات معاكسة للإصلاح ومضادة لإعادة النظر في الكثير من السلبيات التي تعرقل التنمية، ذلك بالتماشي مع طبيعة الرفض الاجتماعي، والحالة إما تنتج تبريرات معتادة لا جدية فيها لمعالجة المشاكل الناتجة عن سوء الأداء الإداري، أو إيجاد المخارج في وعود مؤجلة إلى الأبد.
الحاجة التي لا يمكن تجاهلها هي البحث الدائم عن السلبيات وتحليلها ومحاولة علاجها والتخلص منها، بمقابل تسليط الضوء على الإيجابيات من أجل تطوير أدائها، ولكن علينا ألا نخلط الأمر ونلغي أحدهما بالآخر، فنذكر الإيجابيات حين نريد أن نواري الخطأ، ونتهم الناقد للسلبيات بالسوداوية، لأن التعاطف مع الأخطاء بالتبرير هو أسلوب لادعاء الكمال بالطريقة التي لا تقف عند الفرد ولكن ربما تجتاح المجتمع.
إن تحسين شكليات الحوار والنقد في الأخذ والرد حول هذه المسائل لا علاقة له بتأويل النوايا، وهي معادلة واضحة لا تحتاج إلى إذن، ولا تنتظر الثناء من صانع للقرار الذي نتوقع استياءه، إنما هي تقتضي جرأة المواجهة والاعتراف بالخطأ الذي لا يوجد لتبريره معنى سوى الاستمرار فيه، وحين ننتقد الأخطاء فهذا يعني الحاجة إلى تحسين الأداء، ولا يعني ذلك أننا نلغي الجوانب الأخرى، فضلا على أننا لسنا بحاجة إلى استعراض الإيجابيات دائما لتبرير حسن نوايانا، ولذلك نحن بحاجة إلى إرساء الثقافة النقدية التي يتعلم منها الجميع موازنة الأمور وإدراك مواضع الخطأ.
التعليقات