عبدالعزيز الجار الله

كانت أمنيات أعداء الرئيس العراقي السابق صدام حسين - أمنياتهم - اليوم 2017م أنهم لم يساهموا في إسقاطه عام 2003م، وهم من حارب صدام من داخل العراق وحاكموه ثم شنقوه ورقصوا على منصة وحبال المشنقة يوم عيد الأضحى، خصوم صدام بالأمس: إيران، حزب الدعوة العراقي بقيادة المالكي، الأكراد بحزبيه الطالباني والبارزاني، تركيا، سورية يدفعون أغلى الأثمان مع تحريك الأكراد لقضيتهم دولة كردية مستقلة تنفصل أرضا وشعبا عن بغداد العراق، ومن قبل كان صدام يفاوضهم على نظام شامل عبر الحكم الذاتي الموسع للأكراد لا الدولة.

هذه الدعوة لدولة جديدة شمال العراق تلقى التأييد من الشعوب الكردية في الشريط الممتد من غرب إيران حتى غرب سورية، لكن الدولة الكردية الوليدة في نفس الوقت لا تلقى التأييد في المرحلة الحالية من أمريكا والأمم المتحدة ومن دول الجوار: إيران وتركيا وسورية. بل كل دول الجوار هددت بالتدخل العسكري إذا أعلنت دولة الكرد.

قيام الدولة الكردية أو النية والتوجه إلى قيامها بعد سنوات كما تقول الأمم المتحدة أو القضاء تماماً على داعش كما تقول أمريكا، هذا يعني أن هناك تحولات في غرب آسيا وخريطة جديدة للمنطقة ربما:

أولا: الإعلان عن قيام أكثر من دولة كردية دولة مستقلة فِي إيران وفِي سورية وفِي تركيا بالإضافة إلى العراق.

ثانياً: اقتطاع أراضٍ ومساحات جغرافية نفطية واقتصادية ومياه واستراتيجية من العراق وإيران وتركيا وسورية.

ثالثا: إذا لم تكن أكثر من دولة كردية فإنها ستكون دولة تجمع كرد العراق وإيران وتركيا وسورية في دولة واحدة مع اقتطاع أراض وإنسلاخ سكان من كل دولة من إيران وتركيا وسورية.

رابعا: قيام أكثر من دولة تركمانية على غرار مشروع الدول المتعددة أو الدولة الكردية.

أعداء صدام عام 2003 خسروا الكثير عندما ساهموا في احتلال العراق 2003م فجميعهم خسروا ويرغبون الآن إلغاء الدستور الجديد الحالي، الذي كتب بعد الاحتلال الأمريكي للعراق والعودة إلى دستور صدام حسين مع التعديل أو كتابة دستور جديد لا يحمل بنود انفصال، وحتى الكرد الذين خسروا مواقفهم وتضحياتهم في احتلال العراق اليوم يفتقدون تأييد الدول وولادة دولة محاصرة وفقيرة.