بينة الملحم

كشفت الثورة والاحتجاجات الشعبية الإيرانية عن كثير من المعطيات السياسية وأثبتت بعض التكهنات وحقيقة التحالفات السياسية الخفية أو الظاهرة حتى وبوضوح أكثر!

وكما كشفت عن حال الارتباك والخوف من انهيار وسقوط نظام الملالي وهذا اتضح من قبل التيارات والحركات الأصولية الدائرة في فلك إيران أو المتقاطعة في مصالحها معها حيث ثمة تيارات تشكّلت بعد الثورات العربية، إذ جمع التيار الإخواني الأساسي في المنطقة فلول الحائرين من اليساريين والمعارضين والتائبين من التنظيمات الإرهابية حيث وجدوا في التيار الإخواني ملاذاً يمكّنهم من التحرك السياسي ضمن القوة التي تمنحها العلاقة الطيبة بينهم وبين إيران، لهذا يمكن وصف هذا التشكيل بـ "الإخوانيين الجدد" والذين يعتمدون في تعبيرهم على مفردات طابعها المطالبة، وحين يجدّ الجد تتضح الانتماءات الأيديولوجية، والمرجعيات السياسية الإقليمية، فإيران لم تهيمن سياسياً على الإسلام السياسي الشيعي فحسب، وإنما أيضاً على الإسلام السياسي السني، والعلاقة بين إيران وحركة الإخوان أفردتُ لها مقالات مستقلةً عديدة من قبل.

لا ننسى حين قضي على الفتنة في القطيف والبحرين وغيرها كيف ضاقت صدور الذين يسمون أنفسهم بـ"الحقوقيين" وظهرت ألسنتهم الحادة ضد المملكة ومواقفها التي ترسخ الاستقرار في الخليج وتحرسه وتحميه. ومع المسيرات في الكويت وهي مسيرات محدودة وتسيّر من قبل الإخوان المسلمين المتحالفين إقليمياً مع إيران وغيرها كيف ابتهج نفس أولئك الذين فرحوا بموضوع البحرين والقطيف، ويمكنني أن أسمي هؤلاء بالراقصين على المآسي والفرحين بالفتن والاضطرابات.