دلال بنت مخلد الحربي 

يمر العالم العربي بفترة عصبية قد لا يكون مر بها من قبل، فهو في حالة تمزق واضح ونفور تام بين أكثر دولة حتى لم تعد نشعر بأي قيمة لجامعة الدول العربية التي أسست في الأصل لتكون منبراً يتجمع العرب حوله يحلون مشاكلهم من خلاله، وتكون هذه الجامعة وسيلة إلى نشر السلام والوئام بين الدول العربية، وتنشيط الثقافة والمعرفة وإرساء قواعد لتحقيق تقارب بين الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.

هذا في ظني ماكان ينويه الذين أسسوا هذه الجامعة في الأصل.

واليوم عندما نشهد هذا التمزق العجيب فإننا نشعر أن هناك من يستفيد منه فائدة كبرى، فبتمزق العرب وتشردهم يصبحون لقمة سائغة لشعوب أقل منهم عدداً، وتطلعاً، وقدرةً.

هذا التمزق جعل أكثر من 400 مليون عربي ينتشرون على رقعة قلب الدنيا بلا قيمة حقيقية، ولا تأثير في السياسة العالمية.

والعجب العجاب أن الذين يقودون هذا التمزق هم من العرب أنفسهم، الذين يمألون أعداء هذه الأمة، والمتطلعون إلى إزاحتها عن مواقع القيادة والريادة.

عندما نسمع مجموعة من المعلقين العرب على القنوات نعجب أن يكون هؤلاء عرباً، إذا أن همهم الأكبر هو إثارة الفتنة وإشعالها، والعمل على تعميق الفرقة والتأثير على السواد من عامة العرب بالسير وراء المعادين لهذه الأمة.

وتمثل المملكة العربية السعودية اليوم الدرع الذي يذود عن هذه الأمة ضد أطماع دول مجاورة، وتدافع عن الهوية العربية والإسلامية، كما كانت في السابق إذ كانت الملجأ والملاذ لملايين من العرب والمسلمين الذين هجروا من بلادهم، أو خرجوا منها لسوء أوضاعها، ومن يقرأ تاريخ المملكة في فترة الملك عبدالعزيز يلحظ استقباله لشخصيات قيادية وغيرها من دول عربية احتضنتهم المملكة ووجدوا فيها السكن والأمان. والمثل قائم في عهد ملوك المملكة بعد الملك عبدالعزيز، والذين قبلوا الآلاف والملايين من الناس الذين لجؤوا إلى المملكة.

لكن من المؤسف أن هناك تكالباً على المملكة، وهذا التكالب الذي تتلقاه على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية هو شيء مخطط له للإساءة إلى سمعتها، وتنفير العرب منها، لأنها الدولة العربية المتماسكة الماضية في درب التطور والنماء، وتشهد أمناً واستقراراً واضحاً، وتعمل بجد وإخلاص للدفاع عن القضايا العربية المصيرية في العراق وسوريا وفلسطين واليمن.

ومن المؤسف أيضاً أنه أمام هذه الجهود وبدل أن تساند وتعان المملكة على ماتقوم به نجد أصواتاً نشازاً، ترتفع من حين إلى آخر في محاولة للإساءة إلى مواقفها العربية والإسلامية.

والمؤكد أننا في حاجة إلى دور إعلامي أكبر للتصدي لهذه المواقف العدائية، كانت المملكة منذ تكوينها وحتى اليوم درعاً حصيناً للعرب والمسلمين، ولا شك أنها ستبقى رغم هذا الكم الكبير من النشاط العدائي الذي تواجه به.