& حمد الكعبي

&تسعى الإمارات لإنتاج مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً قبل العام 2030، وفق استراتيجية شركة أبوظبي الوطنية «أدنوك» لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المصدر الحيوي للطاقة، مع إمكانية التحول تدريجياً نحو التصدير.

هذا الملف، حظي تاريخياً باهتمام قيادتنا، فالراحل الكبير الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أسس في العام 1971 شركة أبوظبي لتسييل الغاز «أدجاز»، وكانت أول شركة لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال في الشرق الأوسط، وصدّرت أول شحنة في العام 1977، بلغت آنذاك 120 مليون طن متري، ليضع بذلك هذه الصناعة على المسار الصحيح، لتسير نحو وجهتها المحددة.


المخزون الواعد من الغاز، واستكشافه وإنتاجه، يندرج الآن ضمن أولويات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقد بارك أمس الأول اتفاقية الامتياز الاستراتيجي بين «أدنوك» وشركة «توتال» الفرنسية، لتطوير حوض «غاز الذياب» غير التقليدي في منطقة الرويس، تزامناً مع توقيع «أدنوك» مذكرة تفاهم مع شركة «أرامكو» السعودية للاستثمار في الغاز الطبيعي، والمسال.
قبل ذلك، أولى سموه اهتماماً لهذا القطاع الطموح، فكان أن زادت احتياطات الإمارات إلى 209 تريليونات قدم مكعبة، في نهاية العام الماضي، وكانت الشهور الأخيرة من هذا العام مبشرة على نحو لافت، مع اكتشاف 15 تريليون قدم مكعبة جديدة من الغاز، ما يشير إلى أن مكامن هذه المادة في الإمارات غنية، وستشكل عصباً إضافياً للاقتصاد الوطني في العقد المقبل.
الدراسات والاستكشافات المتلاحقة تؤكد أن تجمعات الغاز الطبيعي في باطن الأرض الإماراتية مجدية اقتصادياً، وقادرة على تنويع مواردنا ومصادرنا الطبيعية، كما أن فرص التصدير أكثر من ممكنة، ففضلاً عن حوض «غاز الذياب»، تعزز «أدنوك» أقصى المتاح من مشروعات «الحِيل» و«غشا»، وكذلك مشروع «دلما» العملاق للغاز الحامض، والأغطية الغازية في أبوظبي.


الأبرز، أن الشركات العالمية باتت تتطلع إلى الإمكانات المستقبلية الهائلة في هذا القطاع، وهذا ما كشفه فعلاً، الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، بعد توقيع اتفاقية الامتياز مع «توتال»، قائلاً: «لقد تلقينا اهتماماً كبيراً من شركاء جدد، يتطلعون للمشاركة في مناطق أخرى، لامتيازات النفط والغاز غير التقليدية في أبوظبي، وتشهد المناقشات معهم تقدماً ملحوظاً..».
«توتال» و«جنرال إليكتريك» و«أرامكو» وشركات عالمية ومحلية وإقليمية أخرى، لا تغامر في الاستثمار في قطاع الطاقة المحلي، لولا أن دراسات التقييم والاستكشاف تؤكد جدوى المخزون الطبيعي من الغاز، ولولا أن المجلس الأعلى للبترول يضع الآن العربة على السكة التي شيّدها الأب المؤسس زايد في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وآن الأوان لتسير نحو المستقبل..&