زاهي حواس

 قدم الأمير سلطان بن سلمان - رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية - نموذجاً جديداً ومشرفاً للعمل المتحفي بالمملكة، وذلك عن طريق تنظيم ورش عمل واستطلاع رأي حول العروض المتحفية وما يمكن أن تقدمه المتاحف والتطبيق على متحف نجران الإقليمي. هذه الرؤية التي انتهجها الأمير سلطان تعتبر تقليداً جديداً يرمي إلى مشاركة كل من المواطن والمسؤول والإعلامي بآرائهم فيما يتعلق بمشاريع التراث الوطني وكذلك تعزيز الدور المجتمعي للمتاحف... وقد اتفق على أن يحتوي متحف نجران على سبع قاعات تظهر عظمة الموروث التاريخي وكذلك الجيولوجي والبيئي أيضاً. ويحتوي المتحف على قاعات لعرض آثار ما قبل التاريخ، وقاعات عصور ما قبل الإسلام، والعصور الإسلامية، بالإضافة إلى قاعات العصر الحديث والتراث الشعبي المعاصر.

ويعد متحف نجران نموذجاً جديداً للمتاحف التي يمكن أن تنتشر في المملكة لكي تعطي رؤى جديدة وتساهم في تطوير المجتمعات حضارياً وثقافياً وإنسانياً... وهنا أقدم خمسة متاحف جديدة سوف يكون لها مردود ثقافي وأثري كبير على أفراد المجتمع لكي يعرفوا تاريخهم العظيم، ومن هذه المتاحف: - 
متحف عسير؛ ويحكي تاريخ المنطقة منذ عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحاضر، وخصوصاً فترة ما قبل الإسلام والفترة الإسلامية، بالإضافة إلى قاعات تعليم وتثقيف الأطفال، أو ما نطلق عليه التربية المتحفية، وهذا النوع من المتاحف يراعى في البناء والتصميم المعماري أن يكون تناغمياً مع البيئة، وفي الوقت نفسه يمكن أن نطلق على هذا النوع من المتاحف اسم المتحف الإقليمي أو المتحف الموقعي لأن هناك ضرورة على أن يقدم هذا النوع من المتاحف وأن يسجل تاريخ كل منطقة في المملكة.
والمتحف الثاني هو متحف تبوك... ويحكي التاريخ الحضاري والأثري للمنطقة، وروعي أن يحكي القصة من البداية وحتى العصر الحديث، وخصوصاً لأن لكل منطقة تاريخها الخاص المرتبط بتاريخ المملكة، ولكن هذا المتحف يعرض به النقوش الصخرية والعمارة التقليدية والصناعات، بالإضافة إلى قاعات التعليم.
وبعد ذلك يأتي متحف الباحة... ويقع في غابة رغدان على مساحة 90 ألف متر مربع، ويقوم على نفس فكرة المتحف الموقعي، وقد استوحى المبنى طرازه من عمارة المنطقة.
ومتحف حائل.. وهو من المتاحف الهامة بالمملكة والتي قرر الأمير سلطان بناءه؛ ويجاور مركز الأمير سلطان الحضاري في مدينة حائل، ويحكي تاريخ المنطقة وتراثها الشعبي.
وأخيراً متحف الدمام... وترجع أهمية المتحف إلى أنه يقص لنا حكاية المملكة وتاريخها، وخصوصاً المنطقة الشرقية والمكتشفات الأثرية التي تمت، والمتحف مكون من خمسة طوابق وبه قاعات عروض جديدة، أي يتم عرض الآثار المكتشفة حديثاً داخل المتحف لكي يشجع الطلاب والمواطنين على زيارة المتحف مرات كثيرة... وأهم قاعات المتحف؛ التي تعطي للمواطن الفخر والحب لبلده؛ قاعة توحيد المملكة، وهذا التاريخ المجيد يجب أن يعرفه الأطفال ليس من خلال كتب مدرسية فقط، ولكن من خلال عروض وصور وأفلام تظهر قصة الكفاح وأبطاله، ويوجد بالمتحف أقسام للترميم والكثير من الخدمات مثل المطاعم التي تخدم الزائر.
إن تاريخ المملكة من أقدم العصور وحتى العصر الإسلامي والحديث في الجزيرة العربية قد سجل بعروض وأفكار جديدة تعرف باسم «متاحف جديدة تحكي تاريخ المملكة».