عبدالرؤوف أرناؤوط

قالت مصادر، إن إسرائيل فشلت في إقناع بعض الدول بنقل سفاراتها إلى القدس، على غرار القرار الأميركي الذي صدر في وقت سابق، مشيرة إلى أن حكومة تل أبيب أوفدت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي، إلى كثير من الدول الأوروبية، لحثها على اتخاذ هذه الخطوة.

تواجه الحكومة الإسرائيلية مصاعب في إقناع دول، خاصة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، بعد أن أشاعت بأن 10 دول على الأقل ستنقل سفاراتها بعد قرار الولايات المتحدة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس. 
ومؤخرا، أوفدت الحكومة الإسرائيلية نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي، إلى كثير من الدول الأوروبية، بينهم جمهورية التشيك ورومانيا، لإقناع هذه الدول بنقل سفاراتها إلى القدس.
وبموازاة ذلك، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى إقناع الدول الغربية بنقل سفاراتها إلى المدينة، بإعلانه تقديم تفضيلات وتسهيلات لأول 10 دول تنقل سفاراتها إلى المدينة.
ولكن حتى الآن، بقي الوضع على حاله ولم تجد الحكومة الإسرائيلية غير الولايات المتحدة وهندوراس وجواتيمالا، دون أن تلوح في الأفق بوادر لقيام أي دول أخرى بالقيام بهذه الخطوة.


تقديم إغراءات

قال مسؤول فلسطيني كبير لـ«الوطن»، بذلت الحكومة الإسرائيلية جهودا كبيرة وحاولت تقديم إغراءات واسعة لإقناع دول في الاتحاد الأوروبي أو دول مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بنقل سفاراتها إلى القدس، ولكنها باءت بفشل ذريع.
وأضاف المسؤول الفلسطيني «منبع هذا الفشل هو وجود قرار في الاتحاد الأوروبي بعدم قبول أي تغيير على وضع مدينة القدس، وأن موضوع القدس متروك لمفاوضات الوضع النهائي، وحتى الآن فإن هناك التزاما كبيرا بهذا الإجماع، ولم تنجح إسرائيل في تحقيق أي اختراقات».

إقناع رومانيا
بموازاة ذلك، فقد أخفقت الحكومة الإسرائيلية في إقناع رومانيا بنقل سفارتها إلى القدس، على الرغم من قيام رئيسة وزراء رومانيا بزيارة إسرائيل. وفي وقت أعلن البرلمان نيته نقل السفارة إلى القدس، فإن الرئيس الروماني أعلن أن لا نية لديه للموافقة على هذه الخطوة التي لا تتم دون موافقته.
ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بقرار رومانيا حول عدم نقل سفارتها إلى القدس، وهو ما يعبر عن التزامها بالقرارات الدولية والقانون الدولي، وكذلك التزامها بموقف الاتحاد الأوروبي المتعلق بالوضع القانوني لمدينة القدس.
وشددت الوزارة على»أهمية التزام جميع الدول بقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي ذات الصلة بوضع مدينة القدس، وعدم الانجرار خلف المحاولات الإسرائيلية لتوريط هذه الدول بأفعال ومواقف غير قانونية تؤثر سلبا على إمكان التوصل إلى حل سلمي ونهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما ستكون له تداعيات كارثية على المنطقة والعالم أجمع».

جمهورية التشيك

بعد أن أشاعت إسرائيل أن جمهورية التشيك ستنقل سفارتها إلى القدس، فإن هذه الدولة اكتفت بالإعلان عن افتتاح قنصلية فخرية في القدس. وقالت وزارة الخارجية التشيكية في بيان وصل إلى «الوطن»، قررت تشيكيا، كخطوة أولى، فتح قنصلية فخرية «بقيادة القنصل الفخري دان بروبر» في مايو ومركز تشيكي جديد بحلول نهاية هذا العام، وسيكون كلاهما في القدس الغربية«.
وأضافت:»هذه الخطوة لا تمس بأي شكل من الأشكال الاتفاق النهائي المتعلق بالقدس، بالطريقة نفسها التي لا يتم فيها الحكم مسبقا على التمثيل الدبلوماسي لكثير من الدول الأوروبية التي توجد في القدس الشرقية. تحترم تشيكيا تماما السياسة المشتركة للاتحاد الأوروبي، التي تعدّ القدس العاصمة المستقبلية لدولة إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية«.

قنصلية فخرية

على إثر ذلك قالت وزارة الخارجية الفلسطينية،»إن وزارة الخارجية تعدّ إعادة افتتاح القنصلية الفخرية في القدس الغربية، والتي كانت موجودة أصلا ليس بالأمر الجديد، ولا يعبر عن تغير في مواقف هذه الدول الثابت من القدس، وينفي التصريحات الإسرائيلية التي تم الإعلان عنها، أمس، والتي تهدف إلى إعطاء انطباع باتخاذ هذه الدول مواقف جديدة«.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو الذي كان ينتظر إعلانا من رئيس جمهورية التشيك، بنقل السفارة إلى القدس، اكتفى بالقول في بيان،»أهنئ صديقي الحميم الرئيس التشيكي ميلوش زيمان على إعلانه المهم حول نقل السفارة التشيكية إلى القدس، وآمل أنه سيتم تنفيذ هذا القرار سريعا«.
وسبق الإعلان المخيب لأمال الإسرائيليين من رئيس جمهورية التشيك، بعد أن كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية مهدت الأجواء لإعلان بنقل السفارة، كانت تأمل أن يشكل اختراقا في الموقف الأوروبي.