محمد الحمادي
شهدت أبوظبي ليلة أمس اجتماع وزراء إعلام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، شارك فيه وزراء إعلام كل من الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، وحضره ولأول مرة عدد من الإعلاميين والكتّاب من الدول الأربع، وتكمن أهمية هذا الاجتماع في أنه يضم دولاً اتخذت قراراً جاداً بمحاربة الإرهاب دون أن تنتظر العالم والمجتمع الدولي، فبلا شك أن هذه الدول تتعاون وتعمل مع دول العالم لمحاربة الإرهاب، ولكنها في الوقت نفسه اتخذت قراراً ألا تنتظر حتى يقرر العالم متى يتحرك أو يصنف هذا المجتمع الدولي من هو الإرهابي ومن يمارس الإرهاب، فهذه الدول الأربع تحملت مسؤولية مكافحة الإرهاب.
ولا شك أن للإعلام دوراً مهماً جداً في مكافحة الإرهاب، بل هو دور رئيسي، فأهم أدوات الجماعات والمنظمات الإرهابية هي الإعلام من خلال نشر الأفكار المتطرفة، وكذلك إفساح مجال للإرهابيين في وسائل إعلامية مختلفة، وكذلك انتشارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبثهم رسائلهم الإرهابية عبر الشبكة العنكبوتية، وفي الوقت نفسه قيامهم بتجنيد الشباب من خلال هذه الوسائل، وهذه هي الأساليب التقليدية لاستخدام الإرهابيين للإعلام، أما الاستغلال غير المباشر لتغلغل الإرهاب في الإعلام، فله مئات الأشكال والوجوه والأساليب.
أهمية دور الإعلام يعكسها تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله وزراء إعلام الدول الأربع، أمس، عندما قال: «محاربة التطرف والإرهاب إعلامياً وفكرياً لا تقل أهمية عن محاربته أمنياً وعسكرياً، ولا بد من استراتيجيات استباقية قائمة على شرح مفاهيم ومضامين الخطاب الإسلامي الداعي إلى السلام والتسامح وبث روح الأمل والإيجابية».
يجب أن يكون الجهد الإعلامي كبيراً ومنظماً بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، ولا بد من زيادة الحلفاء في مكافحة هذه الآفة الشريرة.
وإلى جانب الإرهاب الذي استغل الدين، هناك الإرهاب الذي تمارسه الدول، مثل إيران التي تدعمه، وقطر التي تموله، و«حزب الله» الذي يروج له وينشره.. لذا أصبح من المهم أن يكون هناك تنسيق للجهود في إنتاج أعمال تفضح الإرهاب والإرهابيين، وإيجاد مؤسسات ومراكز تعرِّف الغرب و«بعض» العرب بإيران وإرهاب نظامها..
نحن بحاجة إلى إعلام قوي للرباعي العربي الذي يكافح التطرف والإرهاب، خصوصاً بعد النجاحات التي حققها في فضح دعم قطر الإرهاب.. فقد أصبح يقيناً اليوم أن المعركة الإعلامية ضد الإرهاب صارت ضرورية وذات أولوية على المديين القريب والبعيد.
التعليقات