صلاح الجودر 

لقد جاء تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير لينهي الجدل الدائر منذ سنوات حول تنظيم ما يسمى (سرايا الأشتر)، فقد أعلنت الخارجية الأمريكية في تقريرها الأسبوع الماضي (الثلاثاء 10 يوليو 2018م) بأن هذا التنظيم جماعة إرهابية مدعومة من إيران، كما أدرجت عضوين بذلك التنظيم على لائحة الإرهابين المطلوبين للعدالة وذلك طبقا للمادة 219 من قانون الهجرة والجنسية بالولايات المتحدة، والذي (يخول الوزارة إدراج الكيانات في لائحة الإرهاب، في حال مثلت تهديداً للمصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين).


قد تناولت وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية الخبر في إطار محاربة التنظيمات الارهابية والتي تشكل خطراً على السلم العالمي، وطبقا لوزارة الخارجية الأمريكية فإن هذا التصنيف (يهدف إلى حجب الموارد التي تسمح لمنظمة الأشتر الإرهابية لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية، كما سيتم تجريم دعم أو محاولة مساعدة أو التآمر لمساندة هؤلاء المصنفين إرهابياً).
إن الاعمال الارهابية بالمنطقة مرتبطة ارتباطًا جينيًا بالنظام الإيراني، ولعل هذا التنظيم هو أحد التنظيمات التي ترى آثارها التدميرية بالمنطقة والتي شكلت خطراً على مصالح الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، وهذا ما أكدت عليه الادارة الامريكية حين أدرجت (سرايا الأشتر) ضمن قوائم الارهاب (هذا التصنيف يأتي ضمن حملة واسعة للجم تصرفات إيران الخبيثة ووقف دعمها للإرهابيين في كل أنحاء العالم)، وقد قال (نيثن سيليس) منسق أنشطة مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية: «إن إيران تستخدم أدواتها الإرهابية من أفريقيا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والخليج لنشر نفوذها الخبيث وزعزعة الاستقرار والسلم الدوليين»، وقد أكد على خطورة تنظيم ما يسمى (سرايا الأشتر الإرهابي)، وأنها (جزء من سلسلة طويلة من الإرهابيين الذين تدعمهم إيران، والذين ينفذون عمليات قتل بالنيابة عن نظام طهران الفاسد، إن هذا التصنيف اليوم هو إنذار بأن الولايات المتحدة ترى بوضوح ما تحاول إيران فعله في البحرين من خلال أداتها هذه والمعروفة بسرايا الأشتر).


لقد تعرضت البحرين خلال السنوات الثمان الماضية لاعمال ارهابية بشعة استهدفت رجال حفظ الأمن والشرطة والمواطنين، وقد كان على رأس تلك التنظيمات الارهابية (جماعة الأشتر الإرهابية وجماعة المختار الإرهابية الممولين من الحرس الثوري في إيران والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان)، وهذا ما كشفته وزارة الداخلية في أحد المؤتمرات الصحفية في العام الماضي 2017م.
لقد أعلن تنظيم ما يسمى (سرايا الأشتر) مسؤلياته عن مجموعة من الأعمال الارهابية في البحرين مثل هجومه على منطقة بني جمرة وإصابة رجل أمن، كما أعلن التنظيم عن مسؤوليته تفجير سيارة بواسطة أسطوانة غاز وضعت بداخلها بالقرب من مسجد الشيخ عيسى بمنطقة الرفاع وغيرها من الأعمال الارهابية، وفي عام 2014م تم تصنيفه ووضعه على قائمة المنظمات الإرهابية بدول مجلس التعاون، البحرين والإمارات والسعودية والكويت.
الغريب في الامر، أن وكالات الأنباء الإيرانية التزمت الصمت إزاء خبر تصنيف الخارجية الامريكية لاثنين من قياديي تنظيم ما يسمى (سرايا الأشتر) على قائمة الارهاب، وانتشار خبر العقوبات ضد هذا التنظيم الإرهابي الذي تأسس في العام 2012م على يد الحرس الثوري الإيراني، وقام بتدريب كوادره في ايران والعراق وجنوب لبنان.
إن الجهود التي قامت بها وزارة الداخلية في مكافحة تلك التنظيمات الارهابية، وكشف دعاتها ورعاتها هو الذي جعل العالم بأسره يلتفت الى تلك التنظيمات التي أصبحت خطراً على السلم العالمي، وقد جاءت تلك الجهود وفق الرؤية الأمنية التي يحملها معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
من هنا فان تصنيف (سرايا الأشتر) ضمن الجماعات الارهابية هي بداية تصفية الجماعات التي عاثت في الارض، ونشرت الفساد بين الناس، وحرضت الشباب والناشئة على تدمير أوطانهم، بل هي بداية تجفيف مواردها المالية، وتصفية منصاتها الإعلامية، أما وقد تم فضح تلك التنظيمات وكشف سوأتها فانه ليس لها مكان إلا في قرن الشيطان (إيران) !!.