& &جينفر روبن


بعد ما يقرب من خمسة عقود على إعلان شيرلي تشيشولم ترشيحها كأول امرأة أميركية أفريقية لخوض السباق على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض المنافسة على كرسي الرئاسة الأميركية، أعلنت السيناتورة الديمقراطية كامالا هاريس ترشيحها في مسعى للفوز بترشيح حزبها لخوض السباق الرئاسي أيضاً. وأعلنت هاريس ترشيحها أثناء ظهورها في برنامج «صباح الخير أميركا» على شبكة «أيه. بي. سي» التلفزيونية ومن خلال مقطع مصور أنيق.&
والساحة الديمقراطية مزدحمة بالفعل بالمرشحين من بينهم السيناتورة كريستين جيليبراند عن ولاية نيويورك، والسيناتورة إليزابيث وارين عن ولاية ماساشوستس، وجوليان كاسترو رئيس بلدية مدينة سان أنطونيو السابق، وعضوان من الكونجرس أقل شهرة هما جون ديلاني عن ولاية ماريلاند وتولسي جابارد عن ولاية هاواي. ولم نسمع أنباء بعد عن نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسناتور المستقل عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، والسناتور الديمقراطي عن ولاية أوهايو شيرود براون، والنائب الديمقراطي بيتو أورورك.&
ويتمثل التحدي أمام هاريس والآخرين في خلق صورة تميز كل واحد منهم وبث الحماس في القاعدة الشعبية وإقناعها بأنه يمثل منافساً قادراً على الصمود أمام الرئيس دونالد ترامب.


ومواقف هاريس السياسية، مثل الرعاية الصحية للجميع، وإجراء إصلاح تقدمي للضرائب، ورفع الحد الأدنى الاتحادي للأجور، والتوسع في استخدام الطاقة النظيفة، ليست مواقف متفردة في الساحة الديمقراطية التي يوجد بها كثير من المرشحين التقدميين. لكن ما يميز هاريس هو سيرتها الذاتية باعتبارها ابنة مهاجرين من الهند وجاميكا قضت سنوات كمحامية ونائبة عامة لولاية، هذا بالإضافة إلى جاذبيتها الشخصية. وربما تكون هاريس، من بين الذين أعلنوا ترشيحهم، أكثر الشخصيات حيوية واكتراثاً بهموم المواطنين. وعلى الرغم من اشتهارها بأسئلتها الصارمة في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، فإنها مرحة وقريبة من الناس. وهناك مقارنة واضحة بينها وبين الرئيس باراك أوباما، وهو ابن رجل أفريقي وامرأة أميركية بيضاء، وكان سناتوراً حديث العهد وخطيباً مفوهاً يحمل رسالة ملهمة. وتؤكد كامالا أكثر من أوباما على رسالة تحتوي الجميع وتستهدف أن تجعل كل شخص يشعر بأن له مكاناً في أميركا. وفي مقابل برود وتحفظ أوباما، تشع هاريس دفئاً وتؤكد على قربها من الأصدقاء والأسرة والمجتمع.


وعلى خلاف وارين التي خلبت ألباب الجمهور بالتأكيد على قائمة أولويات سياسية تقدمية، جعلت هاريس بدقة شديدة قصتها الشخصية عنصراً محورياً في رسالتها. وكتابها الذي بعنوان «الحقائق التي نملك»، من بين أفضل كتب الحملات الانتخابية التي تعين علي الصبر عليها، إذ يلقي الضوء على التأثيرات التي شكلتها مُثل والدتها ونشأتها في وسط الجالية الأميركية الأفريقية الحيوية في كاليفورنيا، وصعودها السياسي كمحامية وسياسية. والكتاب يحاول الرد سلفاً على افتقارها للطابع التقدمي أثناء فترة ولايتها كمدعية عامة. وتذكر هاريس في الكتاب أن الهجمات طرحت خياراً خطأً يتمثل بين المقاضاة الصارمة لجرائم العنف والتحيز القضائي الجنائي وخاصة في الحرب التي بلا نتيجة على المخدرات.&
وخلفيتها كمدعية عامة قد تمثل ميزة وليس عائقاً على الأرجح في انتخابات عامة. ويتعين عليها العثور على وسيلة تدافع بها عن نفسها دون أن تبدو وكأنها تبحث عن الأعذار والمبررات. ومهمة هاريس أسهل في هذه النقطة مقارنة مع تحدي جيليبراند في تفسير تحولها الأيديولوجي الكبير.
وأكبر قوة لدى هاريس تتمثل في قدرتها على الحديث عن السياسة في صورة قيم مثل التعاطف والنزاهة والمسؤولية الشخصية. والسياسي الوحيد الذي رأيت أنه قام بهذا بفعالية من الحزب الجمهوري هو جون كاسيتش حاكم ولاية أوهايو السابق. وفي بلد مرهق ومستاء من ترامب، وبعد أن أصبحت القسوة والتعصب والخوف من الأجانب أموراً عادية، فإن الصورة التي ترسم بها هاريس أميركا ذات جاذبية كبيرة ويمكننا الافتخار بها. وستخوض هاريس السباق وهي أقل شهرة من وارين وآخرين لكنها قد تصبح أقوى خلال السباق. وخبرتها أقل على المستوى القومي، لكن لديها فرصة أكبر لتميز نفسها عن الآخرين وستصبح منافساً شديد المراس.

*كاتبة أميركية&
& «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»


&

&

&