سلطان حميد الجسمي

خلال الأيام الماضية وُجِّهت ضربات إجرامية تخريبية إلى هدفين مهمين في منطقة الخليج، الهدف الأول كان في ميناء الفجيرة الذي يبعد 140 كم جنوب مدخل مضيق هرمز في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، إذ نُفِّذ الهجوم على أربع ناقلات نفط .
والجدير بالذكر أن هذا الميناء يمر منه نحو 30% من تجارة النفط البحرية عبر المضيق، وتعتبر هذه العمليات التخريبية خرقاً صارخاً لجميع القوانين الدولية التي تحمي الحدود الإقليمية البحرية، وتعدياً سافراً على المجتمع الدولي. وأما الضربة الثانية الإجرامية، والتي تبنتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، فقد كانت بهجوم بطائرات من دون طيار استهدف محطتين لضخ النفط شرق الرياض، والعمليتان الإرهابيتان تحملان أدلة قاطعة على أن إيران تحرض وتدعم أذرعها الإرهابية من حوثيين وغيرهم وللأسف أمام المجتمع الدولي الذي يبقى متفرجاً على كل هذه الانتهاكات.

التصعيد اليوم في الخليج سببه دولة الشر إيران، ومع هذه التهديدات والأحداث توافدت القوات الأمريكية إلى منطقة الخليج.&
والضربات الإرهابية الأخيرة ضد مصالح الإمارات والسعودية لا تنذر إلا بالشؤم وإشعال فتيل الحرب. صحيح أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تريد حرباً في المنطقة، ولكن على إيران أن تعرف أن دول المنطقة تمتلك قوات رادعة ومنظمة وأسلحة متطورة، وفي حال الحرب سوف يكون ردها قاسياً جداً على إيران، وسوف تكون إيران هي الخاسر الوحيد والأخير، ولن يمس دول الجوار أي مكروه.&
إيران تتعدى باستمرار الخطوط الحمراء، بتهديداتها المستمرة للمنطقة، وخرقها للقوانين والتشريعات الدولية، ودعمها للميليشيات الإرهابية، وباستهدافها للناقلات النفطية البحرية في المياه الإقليمية الإماراتية، واستهداف محطتين لضخ النفط شرق الرياض في المملكة العربية السعودية، وتلك الأعمال الإرهابية والتخريبية لا تستهدف ضرب مصالح الإمارات والسعودية فقط، بل تستهدف مصادرالطاقة في العالم كله، وضرب الاقتصاد العالمي. لذلك من واجب المجتمع الدولي إدانة هذه العمليات الإرهابية التخريبية ومرتكبيها، والتعامل بشكل جدي لمواجهة خطر الإرهاب في المنطقة الذي تدعمه إيران، سواء بنفسها أو عبر وكلائها كالحوثيين أو الجماعات الإرهابية الأخرى.

الوضع الراهن في الخليج مقلق جداً، ولعل الجانب الإيراني غير مدرك للتهديدات التي يطلقها من حين إلى آخر، وغير واعٍ لما يمكن أن تنتهي إليه الأمور إذا ما اندلعت الحرب. ومن جانب آخر فإن إيران تدعم الجماعات الإرهابية مثل الحوثي وحزب الله وغيرهما من الجماعات التي تشكل خطراً كبيراً على منطقة الشرق الأوسط والخليج، وذلك يرجع لأطماع إيران السياسية والاقتصادية، ورغبتها في فرض الهيمنة على المنطقة، وعدم احترامها للقوانين الدولية وحق الجوار. وعلى المجتمع الدولي أن يدرك هذه المخاطر جيداً، ولا يظن أنها مجرد دعابات أو دعايات لا أساس لها، بل هي مخاطر وتهديدات حقيقية تهدد السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، وإن جميع الوقائع تشير إلى الطبيعة الإجرامية للنظام الإيراني، وأنه معجون بعجينة الإرهاب، وأنه لا يتوانى عن ارتكاب أي حماقات أو أعمال تخريبية وإجرامية. ومن واجب المجتمع الدولي أن يدرك هذه الحقيقة، ليؤدي واجبه في حفظ السلم والاستقرار العالمي والتصدي لقوى الشر.

&