&فاطمة اللامي&&

&

منذ اتخاذ الدول الأربع موقف المقاطعة ضد النظام القطري عام 2017، وبالرغم من اتباع تلك الدول أرقى مستويات الدبلوماسية في مواقفها وضبط النفس، إلاّ أن النظام القطري يثبت بأنه نظام اختار حافة الهاوية كوجهة وعمق الجرف كمصير، و«التنطط» على حبال المراوغة، وخلق التأويلات المزيفة لتصدير موقفه للعالم طعناً في موقف المقاطعة وتسويغها إلى حصار، ولكن حتى اليوم أخفق النظام القطري في إثبات هذا الادعاء.

فالنظام القطري، طوال سنوات المقاطعة راهن على أمور كثيرة، كأن تتراخى الدول المقاطِعة في موفقها الموحد ضد سياساتها اللامسؤولة في المنطقة والعالم، وما تكشّف من ملفاتها السوداء وتآمرها ضد العروبة والإنسانية، ولكن الوقت أثبت تماسك موقف المقاطعين والإصرار عليه، لكون النظام القطري لم يسعَ بجدية باتجاه حلحلة هذه الأزمة، ولم يُظهر أي نية أو يلوّح بأي مبادرة لإنهاء أسباب الخلاف معه.

النظام القطري، وبالرغم من كل الشواهد والبراهين والأدلة التي تثبت إدانته وضلوعه في الكثير من قضايا الفساد، والإرهاب، وتمويل الجماعات المسلحة، والتعدي على أمن دول الجوار إلاّ أنه لا يزال يعزف على ذات النغمة، والعجيب أنه لم يستطع إقناع المجتمع الدولي بهذا العزف الرديء أو بــ «مظلوميته» ونيل تعاطف يفك ربقة ضائقته وعزلته الدولية!

فالنظام القطري، نظام متنرجسٌ أرعن لا يمتلك أدنى أبجديات السياسة لإدارة دفة حكمه الهش، وبالرغم من تهاوي حلفائه الإيرانيين والأتراك، وانكشاف المزيد من «شغله الأسود» بالصوت والصورة يحاول مواساة ذاته المتضخمة بالمزيد من الآمال الواهية، فلم يتبق له سوى مراقبة تحركات خصومه و«نسج تأويلات» توافق فكره المريض!