&سحر الزارعي&&

&

رسالة الموسم الجديد حديث الساعة وموضوع المجالس، بداية العام كانت بحاجة لهذا النوع من التحفيز الذي يتقنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، من حيث قوة الطرح ووضوح المقصد.

من الأمور اللافتة في الرسائل أنها لم تذكر مصطلح «محاسبة» سوى مرة واحدة، حيث جاء في الرسالة الثالثة الخاصة بملف التوطين، والتي أكدت عموم الاستياء من الملف. وهذا يعني أن الـمهملين في هذا الجانب، خاصة مسؤولي الـ «أتش آر» سيكونون قريباً وجهاً لوجه أمام محاسبة يدركون جدّيتها جيداً.

ملف التوطين الساخن أصبح نصب أعين نائب رئيس الدولة، بتأكيده أن الأولوية في الموسم الجديد لهذا الملف تحديداً، كما تم الاتفاق على تخصيص جلسة مقبلة لمجلس الوزراء لمناقشته بشكل مستقل. هذه المستجدات تعيد للذهن التصريحات الجدلية التي سمعناها العام المنصرم من معالي وزير الموارد البشرية والتوطين الذي نفى وجود «عاطلين عن العمل» بين مواطني الدولة، واعتبرهم «باحثين عن عمل»! أعتقد أن هذه التصريحات التي أثارت الرأي العام حينها هي من أسباب وصول ملف التوطين للمرحلة التي استدعت تدخّل رئيس مجلس الوزراء لوضع حد للإهمال وأهله.

هل تصدقون أن هناك آلاف المواطنين والمواطنات الحائزين شهادات علمية عالية وخبرات عملية طويلة وقائمة إنجازات مشرّفة ينتظرون الرد من الـ «أتش آر» منذ سنوات؟ إذا كنتم لا تصدقون فصاحبة هذا المقال منهم، تلك التي تحمل خبرة تجاوزت 20 عاماً في الحقول التعليمية والوطنية والثقافية والفنية! فازت خلالها بعدة جوائز محلية ودولية، وهي أول امرأة إماراتية تفوز بجائزة ستيفي العالمية (جائزة المرأة للأعمال غير الربحية ـ فئة الإنجاز المستمر)، بجانب أنشطتها ومبادراتها وتفاعلها مع المجتمعات الفنية والثقافية وقضاياهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وقلمها الأسبوعي الذي أنتج أكثر من 300 مقال منشور في عدد من الصحف والمواقع.

صاحبة هذا المقال سمعت كلمة «أوفر كواليفايد» أكثر مما سمعت اسمها من مسؤولي الـ «أتش أر».. هل تصدقون ذلك؟