السفير الصيني: ذهبت ذروة الوباء في الصين.. والاتجاه الآن للوقاية والسيطرة للأحسن

قال إن خادم الحرمين أمر بتقديم مواد الحماية الطبية للصين بشكل عاجل مجسدًا أسمى معاني الإنسانية

أكد تشن وي تشينغ، السفير الصيني في المملكة العربية السعودية، في كلمة خصَّ بها "سبق" أن ذروة الوباء في الصين قد مضت، وأن الاتجاه الرئيسي الآن للوقاية والسيطرة إلى الأحسن.

وأشار إلى أنه لمواجهة الوباء أنشأت الصين النظام الوطني للمكافحة، وأخذت سلسلة من التدابير الصارمة للوقاية والسيطرة، فيما أظهرت هذه التدابير أثرًا ايجابيًّا حتى الآن؛ إذ انخفض عدد زيادة حالات الإصابة المؤكدة لأيام عديدة متتالية. مشيرًا إلى أنه بدءًا من يوم 24 فبراير لا يوجد أية زيادة في 24 من 31 مقاطعة وبلدية ومناطق ذاتية الحكم، فيما إجمالي عدد الحالات المؤكدة الجديدة في 6 مقاطعات أخرى 9 فقط، وفي مقاطعة هوبي الأكثر نكبة 499 حالة.

وأوضح السفير الصيني في السعودية أن فرقة الخبراء المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية أكدت بعد تحقيقها الميداني أن الموقف العقلاني والعلمي، والتدابير الحازمة السريعة، والتضامن والتعاون، كانت مفتاحًا للسيطرة الفعالة على الوباء، ومواجهة للفيروس غير المعروف دون أي لقاح ودواء. وقال: "بينما تقوم الصين بعمل التحكم في الانتشار الداخلي فهي أيضًا تتجنب تصدير الحالات المصابة إلى الخارج. فعلى الرغم من التغيرات الإيجابية التي تشهد الاحتواء على وباء COVID19، تعتمد الصين تدابير مستهدفة لمنع مخاطر تصدير وانتشار الوباء؛ إذ تطبق الحجر الصحي للعلاج أو المراقبة الطبية للأفراد المعرضين للخطر الكبير، وتطبق العزل في المنزل للأفراد المعرضين للخطر العادي".

وأردف: "كما يستمر اتخاذ التدابير للوقاية، والمراقبة الأكثر صرامة في مقاطعة هوبي، بما فيها التوقف المؤقت لممرات الخروج، ومنع تنقل الناس إلى الخارج".

وأوضح أن جهود الصين الملموسة خلال هذه الفترة الخاصة تتمثل في منع انتشار الوباء، والسيطرة عليه في الصين، والقيام بالتعاون الدولي بشكل استباقي، وخصوصًا العمل بجد على منع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم؛ فهي لا تظهر مسؤولية الصين عن سلامة وصحة الشعب الصيني فقط، بل تهتم أيضًا بالصحة العامة في العالم.. فقد قال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن الإجراءات التي اتخذتها الصين للسيطرة على الوباء من مصدره مشجعة. ورغم أن هذه التدابير خسّرت الصين كثيرًا إلا أنها أكسبت وقتًا ثمينًا للعالم، وخففت انتشار الفيروس في بقية العالم".

ولفت السفير تشينغ إلى تأكيد رئيس فريق الخبراء لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور Bruce Aylward، أنه على الرغم من تفشي الوباء وحالات الإصابة في كل مقاطعات الصين إلا أن كل مقاطعة لا تزال تبذل جهودًا كبيرة لتقديم المواد الطبية، وإرسال أفراد الخدمات الطبية إلى مقاطعة هوبي ومدينة ووهان، وذلك من المعلومات المهمة للغاية؛ إذ إنه يلزمنا تعريف الدول والمناطق الأخرى بكيفية التضامن والتعاون من أجل التغلب على هذا الوباء.

وذكر أن "الصين أظهرت الروح الإنسانية وروح الإيثار خلال عملية الوقاية والحد من الوباء، وذلك يتمثل أيضًا في التعاون الوثيق بين الصين والسعودية في مجال مكافحة الوباء. ففي الفترة الحاسمة للشعب الصيني لمكافحة الوباء بأقصى جهوده قدَّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والحكومة وشعب السعودية دعمًا ثابتًا للصين. بينما لا تزال السعودية تواجه ضغوطًا شديدة للوقاية من الأوبئة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وإنفلونزا الطيور وغيرها.. فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقديم مواد الحماية الطبية إلى الصين بشكل عاجل، وذلك يمثل الخصائص الاستراتيجية الشاملة للعلاقات الصينية - السعودية، كما يجسد أسمى معاني الإنسانية والمحبة من الشعب السعودي إلى الشعب الصيني".

ولفت السفير الصيني تشن وي تشينغ إلى أنه "اليوم، وفي زمن العولمة، فإن أمن الصحة العامة في تحدٍّ، وينبغي للمجتمع البشري أن يواجهه معًا. وفي الآونة الأخيرة واجهت منطقة الشرق الأوسط مخاطر انتشار الفيروس، وقد تم العثور على الحالات المؤكدة في بعض الدول على التوالي".

وأردف بأن "من التقاليد الجميلة للأمة الصينية أن ترد نعمة قطرة من الماء بنبع متدفق.. فإن الجانب الصيني مستعد للتنسيق والتعاون بشكل وثيق مع الدول المعنية، ومن ضمنها السعودية، وتبادل المعلومات والخبرات معها، وتقديم الدعم والمساعدة لها قدر استطاعتها، ووفقًا لحاجتها، وذلك في الوقت نفسه من العمل على مكافحة الوباء".

وأكد السفير الصيني في السعودية تشن وي تشينغ أن "الوباء قاسٍ، لكن الإنسان متعاطف.. ولمحاربة الوباء نحتاج إلى العلم والثقة والتضامن، ولا داعي للذعر. نثق بأن التضامن والتعاون لكل دول العالم سيؤديان إلى التغلب على الوباء بكل تأكيد".

سبق السعودية